قصص قرآنية
الوفاء بالعهد
في صبيحة اليوم الأول من شهر محرم الحرام خرج عبد الله وفي حوزته مبلغاً من المال كان قد جمعه على مدار العام ليتبرع به الى الموكب الخدمي الذي يعمل فيه كل عام لخدمة الزائرين في شهر محرم الحرام فقد عاهد عبد الله اصحاب هذا الموكب بأنه سيتبرع لهم بمبلغ من المال ليُنفق في خدمة زائري سيد الشهداء الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام) ، وبينما كان عبد الله يشق طريقه مسرعاً تجاه الموكب صادفه صديقه وائل الذي استوقفه وسأله "ما بك يا عبد الله لمَ انت مسرع هكذا ؟ وما هذه النقود التي تحملها بيديك ؟" فأجابه عبد الله "انا ذاهب الى الموكب الخدمي الكائن في بداية الحي لاباشر بعمل الخدمة كذلك لأتبرع بهذا المال الذي جمعته ونذرته لخدمة زائري الامام الحسين (عليه السلام) ، فضحك وائل من كلام عبد الله وقال له "هل انت جاد هيا بنا لنذهب الى محل الالعاب ونشتري بهذا المال العديد من الالعاب فالموكب الخدمي لا يحتاج الى المال الذي بين يديك فقد تبرع له معظم ابناء الحي هيا بنا يا عبد الله لنذهب فهنالك العاب جديدة قد عُرضت ستعجبك بلا شك" ، لكن هذا الكلام لم يروق لعبد الله وأجاب وائل " ان المسلم الحقيقي ومن يسير على خطى الحسين (عليه السلام) لا يخلف بعهده لاسيما وان كان هذا العهد فيه خدمة انسانية واخلاقية فهل ترضاها ان يصفوني بالذي لا يوفي بعهده، والله تعالى يقول في القرآن الكريم ((وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا)) " ، فانتبه وائل الى خطأه واعتذر لعبد الله اعتذاراً شديدا وقال له "معك حق وسأذهب معك الى الموكب لكن قبل ذلك عليك ان تأتي معي الى منزلي لآخذ جزء من نقودي التي ادخرتها واتبرع معك بعد ان استأذن والدي "، وهذا ما حدث لاحقا وذهب الصديقان معاً الى الموكب وتبرعا وهم سعداء . قصة: أحمد عبد المهدي رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة