قصص سردية

مَن سمحَ لكِ بالدخولِ إلى بيتنا؟

مَن سمحَ لكِ بالدخولِ إلى بيتنا؟

في مساءِ أحدِ الأيامِ بينما كان (وسام)جالساً يُشاهدُ التَّلفازَكانت تطيرُ بالقربِ منه ذبابة كبيرة وهي تزن وتزن فمرة تقترب منه ومرة أخرى تبتعد عندَما يلوحُ بيديهِ لأبعادِها لكنَّها بدأت تضايقه تارةً تُشاهدها تقفُ على وجههِ وتارةً أخرى تقفُ على يدهِ مما أثارَ انزعاج (وسام) فأحضرَ مضرباً وصار يُلاحقها وهو يقولُ: مَن سمحَ لكِ بالدخولِ إلى بيتِنَا، وأخذَ يتنقلُ من زاويةٍ إلى أخرى لكنه لم ينجح في القضاءِ عليها، انزعجَ كثيراً وصرخَ قائلاً: يا ألهي، سأُصابُ بالجنون، سَمِع أخوه الكبير(ضرغام) صوته فنزلَ من الطَّابقِ العلوي وسألَ قائلاً: ما بكَ يا أخي؟ وحينَ عرفَ القِصةَ ضَحِكَ وقال: هذا ما أبحثُ عنه؟ فردَّ عليه (وسام) مستغرباً: عمّا كنتَ تبحثُ؟ فأجابَ ضرغام: قرأتُ تجربةً رائعةً كانت بطلتُها ذبابة والآن سوف أجري التجربة، وبسرعةٍ ذهبَ(ضرغام) أحضرَ علبةً زجاجيةً ذي غطاءٍ قابلٍ للغلق ِ وباستخدامِ المطرقةِ والمسمار ِصنعَ ثقوباً في غطاء ِالعلبةِ الزجاجية، ثمَّ اصطادَ الذبابةَ الكبيرةَ في العلبةِ الزجاجيةِ وأغلقْ عليها الغطاء ووضعَها في الثلاجةِ لبضعِ دقائقٍ ثم أخرِجِ العلبةَ الزجاجيةَ وفتحَ الغطاءَ وحررَّ الذبابة ،ووقفَ الأثنانُ ينظرانِ إلى الذبابةِ بتمعنٍ فقالَ(وسام): أن حركتَها أصبحت بطيئةً جداً، فأجابهُ(ضرغام): نعم، هذا ما قرأتُ عنهُ، فسألَ(وسام) قائلاً:ما السببُ في ذلك؟ فقال (ضرغام): بسبب درجات الحرارة المنخفضةِ في الثلاجةِ لكنها ستعودُ إلى طبيعتِها بعدَ قليل، ضَحِكَ(وسام) قائلاً: سأُخرجُها من البيتِ قبلَ أن تعودَ إلى طبيعتِها وتتحركُ بسرعة، وفعلاً بعدَما أخرجها (وسام) من النَّافذةِ عادت الذبابةُ كما كانت تطيرُ في الهواء بسرعةٍ قصوى. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا