قصص قرآنية
أحياء ولكن لا تشعرون
حينما كانت الشمس على وشك المغيب وبينما كان ميمون ينهي واجبه المدرسي ، قرر والد ميمون الحاج بشير ان يخرج لزيارة الامام الحسين (عليه السلام) واداء صلاة العشاءين في صحنه الشريف مع جموع المعزين الذين جاؤوا لإحياء زيارة الاربعين المباركة في كربلاء، وقبل ان يتخطى الحاج بشير باب المنزل سمع نداء ابنه ميمون قائلا : يا ابي انتظرني لكي اذهب معك فلقد انهيت واجبي المدرسي ، رد عليه الحاج بشير حسناً يا بني سأنتظرك لكن عليك ان تسرع فالوقت يداهمنا وأذان العشاءين على وشك ان يصدح . خرج ميمون بصحبة والده والشوق يملأ قلبيهما لزيارة سيد الشهداء (عليه السلام) واثناء الطريق انبهر ميمون بالخدمات التي تقدمها المواكب للزائرين جميعاً من طعام وشراب وخدمات اخرى كثيرة ، كما أثر في ميمون مشهد الزائرين الذين وصولوا تواً الى كربلاء والدموع تنهمل من اعينهم شوقاً لرؤية ضريحي الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام) ، واثناء ما كان ميمون ووالده يسرعون خطاهم للوصول الى الصحن الحسيني الشريف شعر ميمون بالعطش وطلب من والده الوقوف عند احد المواكب الخدمية لشرب الماء فوقف الاثنان وشربا الماء عندها لفت انتباه ميمون اسم الموكب (عابس بن أبي شبيب الشاكري) فسأل والده يا ابي من هو عابس بن ابي شبيب الشاكري , فأجابه الحاج بشير هو احد اصحاب الامام الحسين (عليه السلام) الشجعان الذين دافعوا عنه في معركة الطف وقاتل قتال الابطال الذين لا يهابون الظلم حتى استُشهد ، وسجل له التاريخ موقفاً عظيماً مع الامام الحسين (عليه السلام) قبل ان يتقدم للقتال عندما قال للإمام (عليه السلام) ((لا يوجد في هذه الارض اعز إليّ منك ولو قدرت ان ادافع عنك بشيء اغلى من نفسي ودمي لفعلت ذلك)) عندها لم يتمالك الحاج بشير مشاعره وبكى وقال لميمون : يا بُني سنذهب بعد قليل لزيارة الشهيد عابس فهو مدفون بالقرب من ضريح الامام الحسين(عليه السلام) الى جانب بقية شهداء معركة الطف الذين قصدهم الله تبارك وتعالى بقوله في القرآن الكريم بسم الله الرحمين الرحيم ((وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ)) فهم احياء بيننا نقتدي بهم ونحيي ذكراهم . قصة: أحمد عبد المهدي رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة