قصص سردية
فلفل والحيوانات
كان الفيلُ (فلفل) يعيشُ في وسطِ الغابةِ حياةً حزينة، فهو يعيشُ وحيداً لا يملكُ صديقاً من الحيوانات، فالأرانبُ والسَّلاحفُ والضَّفادعُ وغيرها من الحيوانات الأخرى كانت دوماً تبتعدُ عنه ولا تسمحُ له باللعبِ واللهو معهم، وكلما حاولَ (فلفل) التَّقرب منها كانت تقولُ له: لا نلعبُ مع أحدٍ مثلك، نحنُ حيواناتٌ صغيرةٌ وأنتَ كبيرٌ وضخمٌ جداً وشكلُكَ مخيفٌ ولديكَ أنفٌ طويلٌ وقوي؛ واللعب معكَ قد يُلحقُ بنا الضَّررَ والأذى، كلماتُ السُّخريةِ هذه أثرت كثيراً على (فلفل) وقررَ ألا يقتربُ منها أبداً، وفي صباحِ أحدِ الأيامِ خرجَ (فلفل) يسيرُ وسطَ الغابةِ يأكلُ الحشائشَ وفي أثناءِ ذلكَ شاهدَ مجموعةً من الحيواناتِ الصَّغيرةِ تتبادلُ الكرةَ فيما بينها نظرَ (فلفل) إليهم وقالَ بهمسٍ: لم يكن لديهم مهارةً جيدةً في لَعِبِ كرةِ القدم، لو يسمحون لي لأعطيتهم دروساً فيها، ثُمَّ سارَ ببطءٍ بعيداً عنهم لكن بعدَ دقائقٍ معدودةٍ سمعَ صوتَ السُّلحفاة وهي تتحدثُ إلى الأرنبِ بغضبٍ قائلة: لماذا رميتَ الكرةَ بهذه القوة، مَن سيحضرها الآن؟ وحين أقتربَ (فلفل) قليلاً شاهدَ الكرةَ عالقةً في أغصانِ إحدى الأشجار، في بادئ الأمر حاولَ الأرنبُ تسلقَ الشَّجرةَ وإحضارِ الكرة، لكنه لم ينجح لذلك تكفلَ الضّفدعُ بإحضارِها فهو رشيقٌ وحجمه صغير، قفزَ نحوَ الغصن ِلكنه لم يلامس الكرةَ وظلَّ يقفزُ مراراً وتكراراً ولم ينجح بإحضارِها فجلسَ الجميعُ والحزنُ بادٍ على وجوههم، أثارت تلكَ المشاهدُ الحزن َلدى (فلفل) أيضاً وقرر أن يساعدَهم فتقدَّمَ نحوَ الشَّجرةِ ورفعَ خرطومه حرَّكَ غصنَ الشَّجرةِ قليلاً ولفَّ خرطومه حولَ الكرةِوسحبها بقوة، سقطت الكرةُ على الأرض حينها نهضَ الجميع وكلُّ واحدٍ راحَ يقفزُويضحكُ من شدةِ الفرح، وتقدَّموا بالشكر الجزيل لـ(فلفل) لمساعدته إياهم،أما الأرنب فقد قالَ له: نحنُ نعتذرُ منكَ كثيراً فقد كان كلامُنا قاسياً معكِ فأنتَ من الآن صديقنا الجديد ثم مازحه قائلاً: أنفُكَ كان رائعاً، يا ليتني أملكُ واحداً مثله، فضَحِكَ (فلفل) قائلاً: نحنُ جميعاً نمتلكُ شيئاً مميزاً ويمكننا استخدامه ومساعدة بعضنا البعض، ثُمَّ ذهب الجميعُ ليلعبوا معاً. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة