قصص سردية
رحلة علمية ممتعة
في حديقةٍ جميلةٍ كان الحلزون الصَّغير يعيشُ وسطَ الحشائش، يستيقظُ منذُ الصباح الباكر ينتقلُ من مكانٍ إلى آخر وهو يأكلُ العشب الأخضر، وفي صباحِ أحدِ الأيام بينما كان يسيرُ وسطِ الحديقةِ أحسَّ بصوتِ أقدامٍ تقتربُ منه اختبأ خلفَ إحدى الأوراق الخضراء وتابعَ النَّظر إلى الأمام فشاهدَ ولدٌ يتحركُ ببطء وهو يمعنُ النَّظرَ في الأرض، أعتقدَ الحلزون أن شيئاً سقطَ من الولدِ وهو يحاولُ العثورَ عليه، لذلك عادَ يكملُ طريقة وهو يأكلُ ما يصادفه من الحشائش أو بعض الحبوب أو قطع الفاكهة اللذيذة، وفي أثناء ذلك فجأةً شعرَ أنَّه يطيرُ في الهواء، أحسَّ بخوفٍ شديدٍ فهو شيء غريب لم يصادفه من قبل، أدار وجهه إلى الخلفِ ليكتشفَ الأمر فإذا به الولد وهو ممسكٌ به، فقالَ الحلزون بصوت حزين: كنتَ تبحثُ عني، ثم أكمل قائلاً: ماذا تريد مني أنا لم أفعل لك شيئاً، اتركني وشأني أرجوك، ابتسم الولد قائلاً: لا تخف لن تُصابَ بأي أذى، سآخذكَ إلى رحلةٍعلميةٍ ممتعة، فأجابَ الحلزون باستغراب: إلى أين تأخذني؟ فقالَالولد: ستحضرُ معي درسَ العلوم، وفعلاً دخلَ الولد إلى الصف الدراسي وجلسَ وسطَ اصدقائه فَرِحَ الجميع بضيفهم الجديد ورحبوا به، وبعدَ مرورِ دقائقٍ معدودة دخلت المعلمةُ الصَّف فوقفَ جميعُ التلاميذ وبعدَما ألقوا التحية جلسوا ليستمعوا إلى حديث المعلمة وبدأت كلامَها قائلة: تلاميذي الأعزاء درسنا لهذا اليوم يتضمن نبذة تعريفية عن دورة حياة الحلزون، حينها فَرِحَ الحلزون كثيراً بهذا الاهتمام الكبير بحياته وإنه اليوم سيكون محط أنظار الجميع، أقبل الولدُ إلى المعلمة وأعطاها الحلزون حملته بين يديها وأخذت تتحدثُ وينصتُ لها الجميع وفي أثناءِ ذلكَ رفعَ أحدُ التَّلاميذُ يده وسأل قائلاً: هل يُمكنُ تحديدَ الأعمارِ النسبية للحلزونات؟ فقالت المعلمة: نعم، سنقومُ بفحصِ قوقعةِ الحلزون باستخدام العدسة المكبرة، نظرَ الجميعُ بتمعنٍ إلى الحلزون، ثُمَّ قالت المعلمة: نُشاهدُ مجموعةً من الحلقاتِ حولَ القوقعة،فكلماينموالحلزونيضيفُمادةًجديدةًإلىقوقعتهِ،تنموالقوقعةعندَ الطَّرفِأوالحافة،ويُضافُ المزيدوالمزيدمنالحلقات، وتُمثّلُكلُّحلقةٍ مرحلةٍ منمراحلالنمو،وعددُالحلقاتِتُمثّلُعددَمراحلنموالحلزونوتمتلكُ الحلزوناتُ الأكبر سنٍّ حلقاتٍأكثرَعلىقواقعها، وبهذه المعلومة الجميلة أنتهى الدرس وعادَ الحلزون إلى صديقهِ فحمله بين يده وأعاده إلى الحديقة وودعه، شكرَ الحلزونُ الولد على هذه الرحلة العلمية الممتعة. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة