قصص سردية
الفهد والأرنب
في صباحِ أحدِ الأيامِ خرجَ الفهد يتجولُ باحثاً عن فريسةٍ يسدُّ بها جوعه، وفي أثناءِ ذلكَ شاهدَ من بعيد قطيعاً من الأبقار، فَرِحَ وقالَ في نفسه: سأسيرُ ببطء نحوها علني أجدُ عجلاً صغيراً أُمسك به، فهو يعرفُ جيداً إنَّه لوحدهِ لن يستطعَ أن يُمسك ببقرة كبيرة، فالأبقار قوية جداً ولو اجتمعت تستطيعُ أن تقضي عليه، وبعدَما سارَ خلسةً متجهاً نحو الهدف، شاهدَ أرنباً وسطَ الحشائش منشغلاً بطعامه، ابتسمَ قائلاً: أرنبٌ صغير، إنَّهُ فريسةٌ سهلةٌ للحصولِ عليها، لم تفصلهُ عن فريستهِ سوى بضعةِ أمتار، ركضَ نحوَ الأرنب مسرعاً لكن أحسَّ الأرنبُ بالخطرِ قفزَ عالياً وأخذَ يركضُ، شعرَ الأرنبُ بالخوفِ في بادئ الأمر، لكنه قررَ أن يكونَ شجاعاً ويتغلبُ على الفهد، فأسرعت خطواته كالبرقِ الخاطف والفهد يلحقُ به وكلمح البصر لا يفصلُ بينَ الأثنينِ سوى أشبار معدودة، مدَّ الفهد مخالبه ليُمسكَ بالأرنب، لكنه فجأة غيَّر الأرنبُ مسارهُ من جهةِ اليمين إلى اليسار، وأخذَ يسيرُ بشكلٍ ملتوي تارةً إلى اليمين وتارةً إلى اليسار، جعلَ الفهدُ يبقى في حيرةٍ من أمرهِ فهو لا يملكُ سبيلاً سوى الركض مسرعاً للإمساك بالأرنب، وأستمر الفهدُ بملاحقتهِ حتى سقطَ على الأرضِ من شدةِ التَّعب، على الرُغمِ من إنَّه حيواناً مفترساً قوياً وسريعاً جداً لكنه لا يستطيعُ أن يركضَ لمسافةٍ طويلةٍ لأن حرارةَ جسمهُ سترتفعُ عالٍ وقد تجعلهُ يخسرُ حياتَهُ على خلافِ الأرنبِ الذي يمتلكُ قدرةً عاليةً على الاستمرارِ في الرَّكضِ وقابليتُهُ على تغييرِ مسارهُ عاليةٌ جداً، ولهذا استغلَ الأرنبُ نقطةَ الضعفِ هذه وحقّقَ الانتصار، وسارَ الفهدُ عائداً إلى بيتهِ يملئهُ الحزنُ فقد خَسِرَ الفريسةَ التي كان يتوقعُ إنَّها سهلةُ المنال، وأن بقدراتهِ سينتصرُ على الأرنبِ الصَّغير ونُسي أن اللـ... تعالى قد منحَ قدراتٍ ومهاراتٍ لكل مخلوقٍ تُناسبُ حجمَهُ وشكله. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة