قصص سردية
قاعُ البحر
في يومٍ مشمسٍ وجميل، كان ماجد مع والده على متنِّ مركبٍ كبيرٍ في وسطِ البحر، فقد أحبَّ ماجد أن يشتركَ مع والده هذه المرة في الغوصِ في أعماقِ البحرِ للبحثِ عن المحاراتِ صاحبة اللآلئ الجميلة، اللامعة، الثمينة، وبعدَما ارتديا بدلة الغواصينَ وجهزا كلَّ ما يحتاجا إليه غاصا معاً في وسطِ المياه، رحلةٌ فريدةٌ من نوعِها بالنسبةِ إلى ماجد لم يعشها، ولم يجرب مشاعرَها من قبل، ذُهِلَ ماجد بما شاهدت في قاعِ البحرِ من حيواناتٍ بحريةٍ غريبةٍ وجميلةٍ إلى حدٍّ ما، وبينما هو يتابعُ النَّظرَ مستمتعاً بجمالِ البحر، سحبَ والده يده وراحَ يسبحُ بسرعةٍ نحوَ بقايا سفينةٍغارقةٍ ودخلا فيها، تفاجأ ماجد وقالَ محدثاً والده: لقد أخفتني كثيراً يا أبي، ماذا يحدث؟ فأجابه والده: سمكةُ قرشٍ كانت تتجهُ نحونا، ولا يوجدُ حلٌّ سوى الاختباء، تمالكَ الفضولُ ماجد تحركَ قليلاً نحوَ فُتِحةٍ صغيرةٍ في إحدى جوانب السَّفينة الغارقة فنظرَ فإذا به يُشاهدُ سمكةَ قرشٍ كبيرةٍ جداً، فقالَ بصوتٍ خائف: شكلُها مخيفٌ جداً يا أبي، وبعدَ مرورِ دقائق معدودة رحلت سمكةُ القرشِ بعيداً، خرجا ليكملا رحلةَ البحث، وبعدَما تحركا لمسافاتٍ طويلةٍ شاهدا مجموعةً من المحاراتِ تصطفُّفوقَ صخورٍ كبيرة، أُعجب ماجد بها كثيراً وراحَ يحملُها بلطفٍ مع أبيه ويضعُها في الحقيبة، وفي أثناءِ ذلك سألَ ماجد قائلاً: كيف يفتحُالمحار صدفته ويغلقها؟ أجابَ أبوه قائلاً: تنقسمُ صدفةُ المحار إلى جزأينِ رئيسيين؛ الجزء الأول : هو مفصلٌ يسمحُ للمحارةِ بالفتحِ والإغلاقِ أثناء الطَّعام، والجزء الثاني: وهو داخلُ الصَّدفة،عبارةٌ عن عضلةٍ قويةٍتُسمى (العضلة المُقَرِّبة)، وتثبتُ هذه العضلةُ جسمَ المحار بالصَّدفةِ لكي تستطيعَ المحارةُ فتح جزأي الصَّدفة، وأحيانًا يثبتُ المحارُ نفسه بصخرةٍ أو بشيء آخر في قاع البحر، وتُبَطَّنُ صدفةُ المحار بطبقةٍ من النَّسيجِ تُسمَّى (الرداء)، وهذه البطانةُ تنمو من كلا جانبي الجسم وتُفرزُ أو تُخرج مادةً كلسيةً تصنعُ الصَّدفة، فقالَ ماجد: سبحان اللـ... قدرتُها عجيبة، ثُمَّ صعدا إلى المركبِ وحين فتحا المحاراتِ وجدا فيها لآلئ لامعة، حمدا اللـ ... تعالى على هذا الرزق الوفير واتجها عائدين إلى المنزل. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة