قصص سردية
ماذا هناك؟
في الصباحِ الباكر خرجَ قطيعُ الأغنام يرعى وسطَ الحشائش يأكلُ العشبَ بكل سعادةٍ وهناء، وكالعادةِ ذهب الراعي (حمدان) يتجولُ في أرجاءِ مزرعته يتفقدُ محاصيله الزراعية، وأوكلَ حراسةَ القطيع إلى الكلب (كلبون) الذي كان مسؤولاً عن حراسةِ الأغنام من الحيوانات المفترسة، وبعدَ مرورِ فترةٍ قصيرة أختارَ (كلبون) مكاناً له تحتَظلِّ أحدِ الأشجار وأغمضَ عينيه ليأخذَ قسطاً من الراحة، وبينما كانت الأغنامُ منشغلةً بطعامِها احست برياحٍ خاطفةٍ مرت من فوقِها وحينَ نظرت إلى الأعلى شاهدت النسر بجناحييه الكبيرين يُحلقُ بالقربِ منها، تعالت الأصواتُ وأخذت الأغنامُ تركضُ، استفاقَ كلبون من نومهِ مفزوعاً وهو يقولُ: ماذا هناك؟ فقالت إحدى الأغنام: النسرُ يُحلقُ بالقربِ منّا ويُحاولُ سرقةَ إحدى الأغنام الصَّغيرة، ضَحِكَ(كلبون) قائلاً: النسرُ يستطيعُ أن يحملَ سمكةً وليس خروفاً صغيراً، لا تخافوا عودوا إلى اماكنكم، وأتكأ على جذعِ الشَّجرةِ وأغمض عينيه، وفعلاً عادت الأغنام تأكلُ الحشائشَ ولم تهتم للنسرِ الذي يعلو تارةً ويهبطُ تارةً أخرى، لكن بعدَ مرورِ دقائق معدودة حصل ما لم يكن في الحسبان هبطَ النسرُ بقوةٍ كبيرةٍ وأمسكَ بإحدى الأغنامِ الصَّغيرةِ وراحَ يُحاولُ التحليقَ في السماء، هربت الأغنامُ في جميعِ الجهات وهي تصرخُ: النجدة... النجدة، وعلى أثرِ الأصواتِ نهضَ(كلبون) من نومه، وأقبلَ الراعي وهو حاملاً بندقيةَ الصيدِ وصارَ الأثنان يلاحقانِ النسرَ وبعدَ محاولاتٍ عدة أستطاعَ المزارعُ أن يُصوبَ النسرَ ويُجبرهُ على افلاتِ الخروف الصغير، حينها فَرِحَ الجميعُ لكن كلبون حزنَ كثيراً لأنه لم يُحسن التصرف فتأسف كثيراً من الجميع، ومنذ ذلك الوقت تعلَّم كلبون ألا يستهين بقدراتِ أي أحد وأن يكون حارساً أميناً لقطيعِ الأغنام. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة