قصص سردية
الأرنبُ والسناجب
في صباحِ أحدِ الأيام، كان الأرنبُ يلعبُ مع صغارِ السناجبِ لعبةَ الاختباءِ وهم ينتقلونَ من شجرةٍ إلى أخرى، وفي أثناءِ ذلكَ شاهدَ الأرنبُ صقرَ السكرتير يتجولُ بينَ الأشجارِ والأعشاب، فأحسَّ بخوفٍ شديد، فنادى بصوتٍ عالٍ: اثبتوا في أماكنكم، لا تتحركوا، وفعلاً وقفَ كلُّ واحدٍ من السناجبِ في مكانهِ بلا حركة، فقالَ أحدُ السناجب مستغرباً: ماذا هناك، هل من خطر؟ فأجابه الأرنبُ بصوتٍ خافت: نعم، صقرُ السكرتير يقتربُ مِنَّا، وهذا الصَّقرُ يختلفُ عن باقي الصقور، فهو لا يطيرُ إلا لمسافاتٍ قصيرةٍ وعادةً ما يقومُ بالجري والمشي للبحثِ عن الفرائس، وأيُّ حيوانٍ يتحركُ أو يُصدرُ صوتاً يقومُ بمطارتهِ واصطياده، وفي لحظةٍ سادَ الهدوء، وشيئاً فشيئاً اقتربَ الصقرُ حتى صار وسطَهم لكنهم ثبتوا في أماكنِهم كالتماثيلِ رُغمَ دقاتِ قلوبِهم التي كانت تتسارعُ من شدةِ الخوف، لكن ما أن ابتعدَ عنهم لخطواتٍ قصيرةٍ لم تحتمل السناجبُ الإنتظارَ فرَكِضت بسرعةٍ للهربِ إلى أعلى الشجرة، وفي تلكَ اللحظة، أحسَّ صقرُ السكرتير بوجودِها وقامَ بمطاردتِها وبلمحِ البصرِ أمسكَ بأحدِ السناجب، وشَبَّ الخوفُ بينهم، حاولَ السنجابُ التخلصَ من مخالبِ الصقر، لكنه وثَبَّ عليه بقوةٍ وهو يصرخ قائلاً: اتركني وشأني وإلّا، ضَحِكَ الصقرُ قائلاً: تُهددُني أيَّها الصغير، أرني ماذا تفعل؟ فأجابه السنجاب: ستُهاجمُكَ جميعُ السناجبِ وتُلقنُكَ درساً لن تنساه، ضَحِكَ الصقرُ بصوتٍ عالٍ قائلاً: لا أحدَ يجرأُ على الإقترابِ مني، لكن في هذه الأثناء سَمِعَ الصقرُ أصواتَ أقدامٍ قريبةٍ منه، فرفعَ رأسَهُ وإذا به يُشاهدُ صياداً يحملُ بندقيةً يركضُ نحوهُ وخلفهُ تركضُ مجموعةً من السناجبِ، وبسرعةٍ تركَ السنجابُ وراحَ يركضُ تارةً ويطيرُ تارةً أخرى خوفاً على حياتهِ من الهلاك، حينها صار السنجابُ في أمانٍ وسلامٍ وسطَ أخوتِهِ فقالَ مبتسماً: شكراً لكم جميعاً، فأجابهُ أحدُهُم: إنَّها فكرةُ الأرنبِ عليكَ أن تشكرهُ وكذلك الصيادَ الذي قَبِلَ دعوتنا، احتضنَ السنجابُ كلَّ واحدٍ منها شاكراً لمساعدتِها، ثمَّ قالَ الصَّيادُ: عليكم أن تكونوا حذرين من هذا الطائرِ في المرةِ القادمة، وأن تتعلموا في العجلة الندامة وفي التأني السلامة، ثُمَّ ودعَ الجميعُ ذاهباً إلى بيته. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة