قصص سردية

ما رضا بجزّة ... رضا بجزّة وخروف

ما رضا بجزّة ... رضا بجزّة وخروف

إحسان لا يُنظِّم وقته أبداً، ويخرج كل يوم متأخراً إلى المدرسة، وفي يوم المعرض المدرسي قرر أن يستيقظ مبكراً ولا يضيِّع وقته في أشياءٍ غير ضرورية ليصل إلى المدرسة في وقت مُبكِّر، وقد خرج على عجلة من منزله، فقال له جده لا تستعجل يا ولدي في الخروج وتفقّد أغراضك كلها حتى لا تنسَ شيئاً في البيتِ، فقال إحسان يجب أن أصل مبكراً يا جدي ولا أريد أن أتأخر عن موعد المدرسة هيا بنا، وبعد أن وصلوا الى منتصف الطريق قال الجد لإحسان "أريدك أن تعرض لوحتك في مكان جيد يا إحسان حتى يتمكن كل زائري المعرض المدرسي من رؤيتها" ، فنظر إحسان إلى الجدهِ نظرة غريبة وقال له: "لقد نسيت اللوحة يا جدي، هيا بنا لنعود ونجلبها " فضحك الجد وقال (ما رضا بجزّة رضا بجزّة وخروف) فقال إحسان وماذا يعني هذا المثل يا جدي؟، فقال الجد اجلب لوحتك أولاً وبعدها سأحكي لك قصة هذا المثل، وبعد أن جلب احسان لوحته قال الجد وهو يسير باتجاه المدرسة، يحكى أن حاكماً ظالماً كان يفرض ضرائب على المزارعين اللذين يملكون الخِراف، فكان (يَجِز صوف الخروف) ويقصه ليأخذه إلى الحاكم وهي حصة الدولة من ما يملك المزارعون عن كل عشرة خرفان، فاعترض أحد المزارعين وامتنع عن دفع هذه الضريبة إلى الحاكم، فغضب الحاكم غضباً شديداً وزاد نسبة الضرائب عليه، فأصدر قانوناً بأخذ صوف جَزّة خروف مع خروف حي عن كل عشرة خرفان يملكها المزارع، فخاف المزارع من غضب الحاكم وأعطى الحاكم الخروف مع الصوف الذي يجزوه، فقال الناس قولاً (ما رضا بجزَّة رضا بجزَّة وخروف) أي (أن المُزارع لم يرضى بإعطاء الصوف في بادئ الأمر إلا أنه أعطى الصوف مع خروف آخر ) فأصبح هذا القول مثلاً لمن يخشى القليل فيسقط في الكثير وأنت يا إحسان خشيت أن تتأخر قليلاً فاستعجلت في الخروج لكن العجلة جعلتك تتأخر أكثر .

إتصل بنا

موقعنا