قصص أهل البيت

إن مثلَها كمثلِ أم موسى

إن مثلَها كمثلِ أم موسى

رُوي عن السيّدة حكيمة بنت الإمام الجواد، و أُخت الإمام الهادي، وعمّة الإمام الحسن العسكري ( عليهم السلام)، ذات يومٍ دخلت على الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) فقال: يا عمَّة بِيتي عندنا الليلة فإن الله سيظهر الخلف فيها، وهنا أشار الإمام في كلامه إلى ولادة الإمام والخليفة الذي سيأتي به، لكن السيدة حكيمة استغربت من كلامه لأنها لا ترى مظاهر الحمل على زوجته السيدة نرجس، ولهذا قالت مُحدِّثة الإمام (عليه السلام): لستُ أرى بنرجس حملاً، فأجابها قائلاً : يا عمَّة إن مثلَها كمثلِ أم موسى، لم يظهر حملُها بها إلا وقت ولادتها، فأن أم النبي موسى(عليه) لم يظهر حملُها في ذلك الوقت، لحمايةِ النبي موسى(عليه) من فرعون وجنوده، الذين كانوا يتعقبونَ كلَّ امرأةٍ حامل، لقتلِ جنينها لكي يتخلصوا من النبي موسى (عليه) لأنهم يعرفون سيزولُ ملكُ فرعون على يديه، لكن تعذَّر عليهم الوصولَ إلى قتلِ النبي موسى(عليه)، بحفظ الله تعالى، كذلك بنو أمية وبنو العباس، خوفاً على زوال ملكهم وملك الأمراء الظالمين منهم على يد الإمام المنتظر المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فقد نصبوا العداوة، ووضعوا سيوفهم طمعاً منهم في الوصولِ إليه لقتلهِ وبذلك يقطعون نسلَ آل الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولهذا لم يكشف الله تعالى أمره لواحدٍ من الظَّلمة، إلاَّ أن يتمَّ نوره ولو كره المشركون، ولمَّا اقترب الفجرُ اقبلت السيدة نرجس وهي ترتعدُ فضمتها السيدة حكيمة إلى صدرها، وبعدَ لحظاتٍ أشرقَ نورٌ في البيت، فإذا به المولود المبارك فحملته السيدة حكيمة ونادت الإمام (عليه السلام) فجاء وأجلسه على فخذه، وأخذ يُقرأهُ بعض الكلمات، ثم قال: يا عمة رديه إلى أمهِ كي تقرَّ عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فرددته إلى أمه، وكان ذلك في ليلة الجمعة في الخامس عشر من شهر شعبان من سنة 255هـ في مدينة سامراء. تلك الليلة التي تحقق فيها وعد النبي محمد (صل الله عليه وآله) الذي وعدنا بولادة إمام موعود يأتي في آخر الزمان، يمحي الظلم ويحقق العدالة، فقد قال الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (( والذي بعثني بالحق بشيراً ليغيبن القائم من ولدي بعهد معهود إليه مني حتى يقولَ أكثرُ الناسِ ما لله في آل محمد حاجة، و يشكُ آخرون في ولادتهِ فمَنْ أدرك زمانه فليتمسك بدينه، ولا يجعلُ للشيطان إليه سبيلاً بشكه، فيزيله عن ملتي ويُخرجهُ من ديني، فقد أُخرجَ أبويكم من الجنةِ من قبل وإن الله عز وجل جعلَ الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون. واقتضَت الحكمةُ الإلهية إخفاء ولادة هذا الوليد الجديد عن الأعيُن، ليسلمَ من أذى و مُطَاردة الحُكَّام الظالمين، وبعد استشهاد والده الإمام العسكري (عليهما السلام) سنة (260ه)، تسلّم الإمام المهدي الإمامة، وبدأت السلطة العباسية بمراقبته وملاحقته، ولهذا فقد غاب عن الأنظار ولم يلتق به أحد سوى سفرائه الأربعة، لمدة سبعين سنة (الغيبة الصغرى) ورغم غيابه كان الإمام (عليه السلام) يرعى المسلمين ويعلمهم أمور دينهم من خلال سفرائه الأربعة. لكن في سنة (329ه) توفي آخر السفراء الأربعة، وانقطعَ التواصلُ مع الإمام المهدي (عليه السلام) وبدأت غيبته الكبرى حتى يومنا هذا، ورغم غيبته ما زال على قيد الحياة بأمر الله تعالى، حتى يأذن الله بظهوره مرة أخرى ليحارب الظلم وينشر العدل في العالم أجمع، وها نحن ننتظر ظهور إمامنا الغائب المهدي المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، بالصبر والإيمان والدعاء بتعجيل الفرج. إعداد: مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي

إتصل بنا

موقعنا