قصص سردية

صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً

صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً

عندَ قدومِ شهر رمضان المبارك كانت أجواءُ الفرحِ والسعادةِ تعمُّ كل أرجاء بيتنا، ومنذُ اليوم الأول بدأت أمي وإلى جانبها أختي زينب بإعدادِ الحلوى وفطائرِ الجبنة وحساءِ الدجاج، كنتُ اتمنى أن تعدَّ لنا طبقاً من البيتزا لكن وعدتني بإعدادِها في المرةِ القادمة، وما أن حلَّ المساءُ عادَ أبي من العمل وكانت ملامحُ التَّعبِ باديةً على وجههِ لكنه كعادتهِ احتضنني بابتسامةٍ عريضةِ وقبَّلي مرات متتالية ثُمَّ قالَ لي: هل ذهبت لتوزيعِ الطَّعامِ على الجيران، وقبل أن أُجيبهُ قالت أمي: دقائقٌ وسأنتهي من إعدادِ جميعِ الأطباق، وفعلاً بعدَ مرورِ لحظاتٍ معدودةٍ حملتُ وعاءً فيه العديد من الأطباق، وأوصتني أمي قائلة: عندَما تُطرقُ الباب تقول: كلُّ عامٍ وأنتم بخير، مبارك عليكم شهر رمضان، فقلتُ مبتسماً: حسناً يا أمي، وذهبتُ أنتقلُ من بيتٍ إلى آخر وأُنفذُ ما أوصتني به أمي، وكان كلُّ بيتٍ أمرُ به يعطوني طبقاً لأوصلَهُ إلى أُمي مع كلماتٍ مليئةٍ بالثناءِ والدُّعاء، ألا بيت جارتنا أم أحمد لم تُرسل معي سوى كلمات لأمي، تفاجأتُ قليلاً لكن قلتُ في نفسي: لا شأنَ لي في ذلك، وما أن حانَ وقتُ أذان المغرب عدتُ إلى البيتِ بأطباقِ طعامٍ مختلفةٍ وكثيرةٍ قدَّمتُها لأمي ثُّم أتجهنا إلى المائدة وبعدَما جلستُ لم أصدق ما رأت عيني، طبقٌ من البيتزا في وسطِ الطَّاولة فقلتُ مبتسماً: من أين جاء هذا الطبق؟ فقالت أمي: جارتنا أم أحمد بعثتهُ إلينا قبل قليل، قلتُ مستغرباً: لماذا لم تعطني إياه، ضَحِكت زينب قائلةً: تخشى أن تأكله ولم يصل إلينا شيئاً منه، ضَحِكنَا جميعاً وبدأنا بالطَّعامِ بعدما قالَ أبي: صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا