قصص أهل البيت

فزت وربِّ الكعبة

فزت وربِّ الكعبة

في صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان سنة 40 للهجرة، أراد الإمام علي (عليه السلام) الخروج إلى مسجد الكوفة كعادته ليُصلي صلاة الصبح، وعندما وصل إلى باب الدار استقبلته طيور الاوز التي كانت في باحة البيت وبدأن بالصياح وهي عند أقدامه كأنها تحاول منعه من الخروج، حاولوا ابعادهن فقال الإمام (عليه السلام): دعوهن فإنّهن صوايح تتبعها نوايح، ومن خلال كلامه اشار إلى أن مصيبة كبرى ستقع فيما بعد، وفعلاً بعدما خرج من البيت ووصل إلى مسجد الكوفة وقف يُصلي وكعادته فهو يطيل الركوع والسجود فصلى الركعة الأولى من صلاة الصبح ثم الركعة الثانية وسجد السجدة الثانية، وفي تلك اللحظة أقبل اللعين (ابن ملجم) لعنه الله فنهض مسرعاً متجهاً نحو الإمام وكلمح البصر اخذ السيف الذي كان يخبأه تحت عبائته وضرب الإمام(عليه السلام) على رأسه الشريف فلما أحس الإمام (عليه السلام) بالضربة لم يتأوه وصبر، ووقع على وجهه قائلاً: بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله، فزت وربِّ الكعبة، حينها نهض كل من كان في المسجد وأحاطوا بأمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو يشد رأسه بقطعة قماش والدم يجري على وجهه ولحيته وقد خضبت بدمائه وهو يقول: هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، وفي هذه الأثناء هبت رياح عاصفة سوداء مظلمة، ونادى جبرئيل بين السماء والأرض بصوت يسمعه كل مستيقظ: تهدمت والله أركان الهدى، وانطمست والله نجوم السماء، وأعلام التقى، وانفصمت والله العروة الوثقى، قتل ابن عم المصطفى، قتل الوصي المجتبى، قتل علي المرتضى، قتل والله سيد الأوصياء، قتله أشقى الأشقياء، وصار الناس ينوحون وينادون: وا إماماه، وا أمير المؤمنيناه، قُتِلَ والله إمام عابد مجاهد لم يسجد لصنم كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. إعداد: مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي

إتصل بنا

موقعنا