يُريدُ اللَّهُ بكم اليسر

استيقظ ميمون صباحًا فوجد نفسه متعبًا وكأن حمى قوية قد اصابته لكنه لم يخبر والديه بما شعر به وأصر على اكمال صيامه لذلك ادعى انه بأفضل حال وانه على اتم الاستعداد للذهاب الى السوق لشراء الخضروات وكل ما تحتاجه والدته لإعداد الفطور ، وبعد ان أدى صلاة الظهر وقرأ آيات من القرآن الكريم طلب من والدته قائمة الحاجيات التي ترغب بأن يشتريها وذهب الى السوق ، وبينما كان ميمون يتبضع الخضار والفواكه احس بالدوار والتعب الشديد وقال في نفسه : لعلي أخطأت حين لم اخبر والداي بالحمى التي اصابتني لكني لا اريد اخبارهما حتى لا يطلبا مني تناول الدواء وانهاء صيامي ، وأكمل مشواره في السوق بصعوبة وبالكاد تمكن من العودة الى المنزل وهو محمل بأكياس الخضار وبعض الحاجيات الأخرى التي زاد حملها من تعبه وارهاقه . عند عودة ميمون الى المنزل بدت ملامح التعب الشديد واضحة على وجهه من جراء الحمى وجلس على الكرسي وهو يتصبب عرقًا فرآه والده بهذه الحالة فتلمس جبينه وقال له : يا بني انت مصاب بالحمى ودرجة حرارة جسمك مرتفعة، لماذا لم تقل انك مريض ، أجاب ميمون : يا ابي لم اكن اريد اخبارك بإصابتي بالحمى لأنك لن تدعني اكمل صيامي ، فسأله والده: يا ميمون هل تريد ان تخالف امر الله تعالى ؟ فأجاب ميمون : معاذ الله يا ابي على العكس انا اريد ان ارضي الله تعالى لذلك لا اريد ان انهي صيامي، فقال والد ميمون : يا بني العزيز يقول الله تعالى في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (( وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ)) ، فالله يا ميمون امر المريض ان يقضي صيامه بعد شفائه من مرضه لأنه رؤوف بعباده ولا يريد لهم التعب والمشقة ، اذهب وتناول الدواء لكي تشفى ومن ثم تتابع صيام ما تبقى من أيام شهر رمضان وبعد انتهاء الشهر الفضيل بإمكانك ان تصوم يومًا قضاءً عن هذا اليوم الذي مرضت فيه ، فاقتنع ميمون بما قاله والده وتناول الدواء آملا من الله تعالى الشفاء السريع لصيام ما تبقى من أيام الشهر الفضيل . قصة: أحمد عبد المهدي رسوم: علي رستم