قصص سردية

هل من أحدٍ هنا؟

هل من أحدٍ هنا؟

هل من أحدٍ هنا؟ في ليلة من الليالي استيقظت من النوم وأنا أشعر بعطش شديد، تناولت كأس الماء الذي كان بجانبي على الطاولة شربتُ بنهم كأني لم أشرب ماء قبل ذلك من شدة العطش، نظرت إلى الساعة وجدتها في تمام الرابعة قلتُ في نفسي: عشر دقائق تفصلنا عن أذان الفجر، نهضتُ من فراشي كي أتهيأ إلى صلاة الفجر، وحين نزلتُ من السلم على مهلاً وقبل أن أشعل الأضواء شاهدتُ ظلَّ رجلٍ كبيرٍ يتحرك يميناً ويساراً في صالة البيت شعرتُ بخوفٍ شديد قلتُ بصوت خافتٍ: هل من أحدٍ هنا؟ لم أسمع صوتاً يجيبني، عُدت إلى الوراء وبدأت أصعد السلم من الخلف وعيناي لم تفارق النظر إلى ذلك الظل وأنا أرتجف وأحاول الوصول إلى غرفة أبي، شعرتُ أن السُّلمَ طويلٌ جداً كالسحاب لا يقبل أن ينتهي معي، ادرتُ وجهي وركضتُ مسرعاً نحو غرفة أبي وفي لحظة صرتُ عند رأس أبي وأنا ايقظه قائلاً: أبي ... أستيقظ يا أبي، نهض أبي قائلاً: ما بكَ يا عزيزي، أمسكَ بيدي وقال: لم يحن وقت الصلاة بعد اليوم على غير عادتك استيقظت باكراً، أحس أبي أن يداي ترجف فقال: ما بكَ هل أصابك شيئاً لماذا ترتجف؟ فقلتُ بنبرة خائفة: شاهدت ظل رجل في صالة البيت، وما أن سمع أبي نهض مسرعاً وأتجه نحو صالة البيت وأشعل الأضواء حينها أختفى الظل، بحث أبي في كل زاوية من البيت لم يشاهد أحداً، فقال لي مبتسماً: لا يوجد أحداً، فأشرتُ إلى وسطِ صالةِ البيت وقلتُ: كان ظله هنا يا أبي، ضحك أبي وأشار إلى شمَّاعة تعليق الملابس وقال: إنه ظلُّ قميصي، ضحكتُ بصوت عال وقلتُ: لم يخطر ببالي أبداً، ثم ذهبنا أنا وأبي توضئنا واستيقظت أمي وأختي الصغيرة ووقف كل واحدٍ منا يؤدي صلاته بخشوع وطمأنينة وسلام. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي

إتصل بنا

موقعنا