قصص سردية

فقاعاتُ الصَّابون

فقاعاتُ الصَّابون

فقاعاتُ الصَّابون في طريقِ العودةِ من المدرسةِ كانت فاطمةُ جالسة إلى جانب أخيها في الباص المدرسي وهما يراجعان معاً تحضيراتهم الدراسية ليوم غد، وفي أثناءِ ذلكَ توقف الباصُ المدرسي عندَ إشارة المرور، فاقتربَ منهما رجلٌ وهو يحملُ بيديه مسدس فقاعات الصابون قائلاً: يا أطفال يا حلوين مسدس فقاعات بـألف دينار، ابتسمت فاطمةُ قائلةً: يا لهُ من مسدسِ فقاعاتٍ جميل، انظر يا أخي عشرات الفقاعات تطيرُ في الهواء، فقالَ أخوها مبتسماً: سأشتري لكِ واحداً، بانت علاماتُ الفرحِ على وجهها وقالت بنبرةٍ سعيدة: شكراً لكَ يا أخي، وبعدَما وصلا إلى البيتِ ورتبا جميع حاجياتهم وتناولا الغداء، أخرجت فاطمةُ مسدسَ الفقاعاتِ وأخذت تلعبُ وتلهو به وهي تنتقلُ من مكانٍ إلى آخرٍ تُلاعب الفقاعات، لكن لم يدوم الفرحُ طويلاً فبعدَ مرورِ فترةٍ قصيرةٍ نفدَ سائلُ الفقاعاتِ ولم يبقَ منه سوى قطرات بسيطة، حزنت فاطمةُ كثيراً وذهبتُ إلى أخيها قائلةً: أين يُباعُ سائلُ الفقاعات هذا؟ لاحظَ أخوها علامات الانزعاج والحزن على وجهها فمسحَ على رأسِها قائلاً: لا يوجدُ في الأسواق، فنظرت إليه باستغراب قائلةً: أحقاً تقول؟ ابتسمَ أخوها قائلاً: لا تبالي يا عزيزتي أنا سأصنعُ لكِ واحداً، وفعلاً ذهبَ مسرعاً وأحضرَ كأساً مملوءً بالماءِ وأضافَ إليه ملعقةً من السُّكر وبدأَ بخلطِ الماءِ جيداً حتى ذابت حباتُ السُّكر، وبعدَ ذلك أضافَ ملعقتينِ من الصَّابونِ السَّائل وأيضاً قامَ بخلطِ الماءِ جيداً، ثُمَّ قالَ مبتسماً: الآن هيا جربي عمل مسدس الفقاعات، وبكلِّ حماسٍ وشوقٍ غمست فاطمةُ مسدس الفقاعات في السَّائل وما إن ضغطت على الزر انطلقت عشراتُ الفقاعاتِ في الهواء، وعادَ الفرحُ لقلبِ فاطمة واحتضنت أخاها شاكرةً لهُ وعادت تقفزُ هنا وهناك وهي تُلاعب فقاعات الصَّابون. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا