قصص سردية

إنَّها فرصتنا الوحيدة

إنَّها فرصتنا الوحيدة

في يومٍ مشمس، كان قطيعُ الجاموس يرعى بسلامٍ على جانبِ النهر، حيث العشب الأخضر والماء العذب، لكن لم يكن القطيع وحدهُ الموجود في تلك المنطقة، فقد كانت مجموعةٌ من الأسودِ تختبئ خلفَ الحشائش وهي تسرقُ النظرَ إلى القطيعِ منتظرةً الفرصة لمهاجمته، وفعلاً بينما كان الجميعُ مشغولاً بالطعامِ والسباحة في النهر تحركت مجموعةُ الأسودِ ببطءٍ خلسةً نحوها، وبعدَ دقائقٍ أعلنت الأسودُ لحظةَ الهجوم وسرعان ما شعرَ قطيعُ الجاموس بالخطرِ وأخذَ كلُّ واحدٍ منهم يصرخُ عالياً: اتحدوا، خطرٌ قادمٌ نحونا، وبلمحِ البصر بدأَ القطيعُ في التجمعِ معًا، مكونين دائرةً حولَ صغارهم لحمايتهم، كانت الجواميس الأكبر حجماً في المقدمة، وحين اقتربت الأسودُ هجمت الجواميس وهي تلوحُ بقرونها محاولةً إصابة أحد الأسود، مما اضطرت الأسود إلى التراجعِ حفاظاً على حياتها من الهلاك، لكن في نفس الوقت قررت أن لا تيأس، وهجمت مرةً أخرى، وكان للجواميس الموقفَ نفسهُ طاردتها بغضبٍ فابتعدت الأسودُ متراجعة، لكن أحد الجواميس شعرَ بالحماسِ والاندفاعِ أكثر فخرجَ من بين القطيعِ وراحَ يلاحقُ الأسودَ بغضبٍ وشجاعةٍ حينها فَرِحت الأسودُ وقالَ أحدها: إنَّها فرصتنا الوحيدة أجعلوه يبعدُ عن القطيعِ أكثر، وفعلاً أخذت الأسودُ تركضُ وهو يلاحقها، حتى وجدَ الجاموسُ نفسه وحيداً وتُحيطُ به الأسود، وراحَ الجاموسُ يصرخُ عالياً: ساعدوني ... ساعدوني، وهو يحاولُ إبعادَ الأسود، لكن دون جدوى تمكنت منه وطرحته أرضاً، في تلك اللحظةِ أحسَّ الجاموسُ أن أمره أنتهى وسوف يتم القضاء عليه، لكن ما هي ألا لحظات حتى انقلبت الموازين وهجمَ قطيعُ الجاموس وراحَ يُسددُ الضربات نحو الأسود وقد أُصيبت بجروحٍ شديدةٍ وهربت مسرعة، حينها فَرِحَ الجاموس وشكر اصدقائه لمساعدتهم وذهبوا عائدين إلى النهر. إذن يا أصدقائي علينا ألا نكون متسرعين ومندفعين في تصرفاتنا لأنها قد تعرضنا إلى الخطر، وألا ننسى إن قوتنا الحقيقية هي في تعاوننا واتحادنا فهما السبيل الوحيد للبقاء في مواجهة الأعداء. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا