حكمة العم صالح

كان للفلاح سنان بستاناً جميلاً فيه من الثمار الكثير فهناك الخضروات والفواكه فضلا عن الزهور الجميلة التي تزين البستان بعطورها الفواحة الا ان في البستان شجرة معمرة غير مثمرة تتخذها الطيور لبناء اعشاشها على الاغصان، وكان سنان ينزعج من أصوات الطيور فقرر في يوم من الأيام ان يقطع هذه الشجرة قائلاً " سأقطعها فهي غير مثمرة وتجلب الطيور المزعجة سأتخلص منها وبالتالي لن تأتي الطيور لتزعجني"، وفعلا قام سنان بقطعها مما أدى الى هجرة الطيور عن بستانه وبينما كان سنان يسحب الشجرة من بستانه شاهده جاره العم صالح وهو فلاح ذو خبرة وسأله "لماذا قطعتها يا سنان؟" فأجاب سنان " لأنها غير مثمرة كما انها مسكن للطيور التي تزعجني بأصواتها “، رد عليه الحاج صالح " أتمنى ان لا تندم على فعلتك هذه ". وبعد أيام لاحظ سنان ان الثمار بدأت تتعرض الى تلف نتيجة لانتشار الحشرات في البستان والتي تعتاش على الفواكه والخضار وبدأ يخسر فالثمار لا تباع لأنها تالفة وصار في حيرة من امره والحسرة بادية على وجهه فقد ذهب تعبه في الحراثة والزراعة والسقي سدىً، وهذا ما دعاه الى الذهاب لجاره العم صالح ليجد له حلاً ، وبعد ان شرح للعم صالح ما تتعرض له ثماره من تلف بسبب انتشار الحشرات اجابه العم صالح " كان ذلك متوقعاً يا سنان لأنك قمت بقطع تلك الشجرة التي ادعيت انها بلا فائدة فقط لأنها لا تثمر وتجلب الطيور المزعجة ، ويا ليتك سألتني قبل ان تقدم على قطعها ذلك لان الطيور التي كانت تبني اعشاشها على الشجرة هي التي كانت تحمي بستانك من الحشرات من خلال اصطيادها فالله تعالى لم يخلق شيئاً عبثاً فهناك مخلوقات قد نراها مزعجة لكنها في حقيقة الامر نعمة من نعم الله تعالى التي لا ندركها بالضرورة ، يقول الله تعالى في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (( وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا )) " ، حينها علم سنان بخطئه الفادح وقرر ان يصححه بزراعة شجرة أخرى تكون ملجأ للطيور . قصة: أحمد عبد المهد ي رسوم: علي رستم