قصص أهل البيت
في الليلةِ الظلماء
من المعروف إن مساعدةَ الفقراءِ والمساكين من الأخلاقِ التي حثَّ عليها الإسلامُ وتعتبرُ واحدةً من أعظمِ العبادات عند الله تعالى، إضافةً إلى ذلك فقد أمرنا الله تعالى أن لا نؤذي أو نجرحُ مشاعرَ الفقراءِ والمساكين عندما نُقدِّمُ لهم المساعدة، فقد قالَ تعالى في كتابه العزيز ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) أي الذين ينفقون أموالَهم في سبيلِ اللهِ تعالى، فلا يتصدقون بالصدقةِ ثُمَّ يُمنون على الفقيرِ أو المسكين بما تصدقوا به؛ كأن يعيِّروه أو يُشعروهُ بالاحتقار، وهذا ما أكدَ عليه أئمتُنا أهلِ البيتِ (عليهم السلام)، فقد رُوي أن الإمامَ علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)، كان يخرجُ في الليلةِ الظلماء، فيحملُ كيساً على ظهره وفيه الصُّرر من الدنانيرِ والدراهمِ والطعام، ويسيرُ في أزقةِ المدينةِ يطرقُ أبوابَ الفقراءِ والمساكين باباً باباً، وهو مُلثمٌ كيلا يعرفهُ الفقيرُ عندما يُقدِّمُ لهُ المساعدة، ولم يعرف به أحدٌ إلا بعدما توفي الإمام (عليه السلام) فقدَ وجدوا على ظهرهِ آثارَ سوادٍ قالوا: ما هذا؟ فقيل: كان يحملُ جربَ الدقيقِ ليلاً على ظهرهِ يعطيهُ إلى فقراءِ المدينة، وبهذا الخلقِ العظيم، يُعلمُنا الإمامُ السجادُ (عليه السلام) أن نحرصَ على مساعدةِ الفقراءِ والمساكين من غير مَنٍّ ولا أذى. إعداد: مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي
أكثر المواضيع قراءة