قصص سردية
لماذا ارتفعَ الماءُ في الجرة؟
في أحدِ الأيام المشمسة، جلسَ التلاميذُ في صفهم المدرسي بانتظار درس اللغة العربية المفضل لديهم، وكان المعلم (محسن) يحبُّ سرد القصص لتلاميذه، وغالباً ما كان يختارُ قصصاً مشوقةً تحملُ في طياتها حكماً ومواعظ، وفي هذه الحصة، قرَّرَ أن يروي لهم قصة (الغراب العطشان)، بدأَ المعلمُ (محسن) بسرد القصة قائلاً: "في أحدِ الأيام الحارة، كان هناك غراب يسيرُ في وسطِ الطريق باحثاً عن نبعِ ماء ليروي عطشه الشديد، وفي أثناءِ ذلك، شاهدَ جرةً فيها ماء، شعرَ بالفرحِ كثيراً لكن حين مدَّ منقارهُ ليشربَ الماء فلم يستطع، لأن الماء في الجرةِ كان قليلاً، لكن قرَّرَ الغرابُ أن لا يستسلم ويُفكرُ بطريقةٍ للحصولِ على الماء، وفعلاً بعد دقائق معدودة أخذَ الغرابُ يحملُ الحصى ويرمي بها في داخلِ الجرة وبدأَ الماءُ بالارتفاع نحو الأعلى شيئاً فشيئاً حتى وصلَ الماءُ عندَ حافةِ الجرة، شَرِبَ الغرابُ وفَرِحَ كثيراً بذكائه، حينها سكت المعلمُ قليلاً، ثُمَّ قال: كلُّ واحدٍ منا لا يخلو طريقه من العوائق والمشكلات لكن يجبُ أن لا نستسلم ونفكر دوماً بطريقةٍ لإيجادِ حلٍّ لمشكلاتنا لنصلَ إلى الهدفِ الذي نطمحُ إليه كما فعل الغراب، استمتع التلاميذُ بالقصة وبدأَ كل واحد منهم بمناقشتِها وهو يعبرُ عن مدى إعجابه بالطريقة التي فكر بها الغراب، لكن أحد التلاميذ الذي يُدعى (يوسف) وهو تلميذٌ مجتهدٌ وذكيٌّ ويحبُّ معرفةَ السبب وراء كل شيء، فرفعَ يدهُ وسألَ قائلاً: معلمي، لماذا ارتفعَ الماءُ في الجرةِ عندما ألقى الغراب الحصى؟ أجاب المعلم مبتسماً: سؤال ممتاز يا يوسف! أن كثافةَ الحصى أكثرُ من كثافةِ الماء مما جعلها تستقرُ في أسفلِ الجرة وبسبب ذلك أخذت الحصى مكان الماء الذي كان في أسفلِ الجرة، مما أجبرَ الماءُ على الارتفاع، وكلما أزدادَ حجمُ الحصى في الجرة، يزدادُ حجمُ الماءِ الذي يرتفعُ للأعلى لتعويض المساحة التي أخذها الحصى، وبهذه الإجابة، تعلَّم يوسف وزملاؤه درساً جديداً عن الطبيعة، وقد حملَ كلُّ تلميذٍ في قلبهِ درساً عن التفكيرِ والإبداع، إلى جانب تلك المعلومة العلمية الجديدة. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة