قصص سردية
التضحية في النفس
ذات يوم توجه الجد حبيب رفقة احفاده نحو بحيرة جميلة تحتوي على بعض المرتفعات في وسطها ليقضوا يوماً جميلاً هناك وبعد تناول الغداء ذهب يوسف وحسام الى قرب الماء فقال الجد: أعزائي انتبهوا جيداً، فقال الاحفاد: بالتأكيد ياجدي، وبعد دقائق قال يوسف: سأقفز فوق هذا المرتفع الصغير، رد حسام قائلاً: ولكن عليك ان تنبته كي لا تسقط في الماء، ابتسم يوسف وقال: انا قوي جداً، وعندما قفز وقف بثبات ومن ثم راح يققز في مكانه فرحاً واذا بقدمه تنحدر ويسقط في الماء وراح ينادي بأعلى صوته: حسام ساعدني انني أغرق ... أمسك يدي وأرفعني، بقي حسام متحيراً وخائفاً حينها سمع الجد صوته وجاء مسرعاً وتمكن من اخراج يوسف من الماء وقال لحسام: كان عليك ان تنقذه ياعزيزي. اعتذر حسام وقال: كنت خائفاً يا جدي، قال الجد: إذاً لماذا لم تناديني ووقفت ساكتاً، كان عليك فعل أي شيء من أجل انقاذه، وان تكون قوياً فنحن في معارك النصر لم نخف ابداً، واتذكر موقفاً للشهيد الشيخ مصطفى حامد عبد الرضا السراي أنه في أحد الأيام تعرّضت سيارة أحد المجاهدين إلى إطلاق نار أثناء المعركة، وكان أخو المجاهد المصاب موجوداً مع الشيخ، ولم يستطع أن يذهب لإنقاذ أخيه لشدة القتال والطلق الناري المتواصل، فعندها ركض الشيخ لإنقاذه وأسرع نحو السيارة وإطلاقات الرصاص تأتيه من كل جانب، وأنقذ المجاهد الجريح من الموت، قال يوسف: انه بطل يا جدي، أكمل الجد قائلاً: ولم يكتفي بذلك فقد قام بترك اجازته ولم يعد للمنزل ليشارك في اخر معركة له وينال وسام الشهادة الذي كان يبحث عنه دائماً. قصة: سجاد الحلو رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة