قصص سردية
قوى الدوران
قوى الدوران في مساءِ أحدِ الأيام، كان محمود وأخوه الصَّغير يوسف يقضيان وقتاً ممتعاً مع والدهما من خلالِ اللعبِ بعضِ الألعابِ الفكريةِ والألغاز المسلية، وأولُ لُعبة كانت هي "تحدي الكلمات"، حيثُ كان الأبُ يقول كلمة وعلى ولديه أن يبحثا عن كلمة تبدأُ بنفسِ الحرف وتنتهي بنفسِ الحرف، فقال الأب: "البداية بكلمة نجمة!"، فكَّرَ محمود بسرعةِ وقالَ: "نملة!". ضَحِكَ يوسف وقال: "لا أستطيعُ التفكيرَ في كلمة!"، ولكن الأب كان يساعدهُ قائلاً: "لا تقلق، ستتعلمُ مع الوقت، ماذا عن كلمةِ نسمة؟"، فَرِحَ يوسف وقالَ: "نسمة، نسمة!"، كانت تلك اللحظةُ مليئةً بالفرحِ والسعادة، وبعد مرور فترة قصيرة، قرَّرَ أبوهما أن ينتقلَ إلى لُعبةٍ أخرى فاحضرَ كأسينِ فارغينِ وكرةً صغيرةً كحبةِ زيتون ثُم قالَ مُحدِّثاً ولديه: عليكما نقلُ هذه الكرةَ الصَّغيرةَ إلى داخلِ أحدِ الكأسينِ لكن من دونِ لمسها، تفاجأَ الولدان من طلبِ أبيهما وأخذَ كلُّ واحدٍ منهما يلتفتُ إلى الآخرِ وهو يهمسُ: كيف نستطيعُ أذا لم نلمسها؟ ثُمَّ قالَ محمود: لابدَّ في الأمرِ خدعة، علينا أن نُفكرَ قليلاً، لكن بالرغم من التفكيرِ الطَّويلِ لم يصلا لحلٍّ صحيح، ولهذا طلبا من أبيهما أن يحلَّ هذا اللغزَ الذي حيَّر عقلهما، فابتسمَ أبوهما قائلاً: الأمرُ بسيطٌ جداً، ثُمَّ حملَ أحدَ الكأسينِ وقَلَبَهُ فوقَ الكرةِ الصَّغيرةِ وبدأَ بدورانِ الكأس، أخذت الكرةَ بالدورانِ أيضاً وحين ارتفعت إلى الأعلى رفعَ الكأسُ ووضعه فوقَ الكأسِ الآخر حينها صارت الكرةُ في قاعِ الكأسِ الثاني من دون لمسها، أُصيب الولدانِ بالذهول وقالا معاً: يا لها من خدعةٍ لم تخطر على البال، من أين جئت بها يا أبي أخبرنا، فقالَ الأبُ: إنَّهُ قانونٌ من قوانينِ الفيزياء يسمى بـ(قوى الدوران) وهو قوةٌ تعملُ على تدويرِ الجسم، ونحن نستخدم العديد من الآلات الدوران للعمل، على سبيل المثال، يُستخدمُ المحرك الموجود في السيارة دوران المكابس لتوليدِ القوةِ اللازمة لتحريكِ السَّيارة، وكذلك تدورُ شفرات توربينات الرياح لتوليد الكهرباء، وتدورُ دواراتُ طائرة هليكوبتر لتوفيرِ حركةِ الرفعِ والتحكمِ في حركةِ الطَّائرة، ضحكِ الولدان وقالا معاً: يا لها من معلومةٍ عمليةٍ مفيدةٍ وجديدة، شكراً يا أبي، ثُمَّ عادا إلى لُعبة أخرى وكانت هذه المرة لُعبة كلمة السر. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة