قصص أهل البيت
أسودٌ وسِباع
عُرف الإمامُ الحسن العسكري (عليه السّلام) بصفاتهِ الاخلاقيةِ العظيمةِ وبملاطفتهِ الكلاميةِ التي لا مثيلَ لها، حيثُ ترى كلُّ مَنْ يُجالسُهُ ينشدُ إليه لقوةِ شخصيتهِ ورصانةِ منطقهِ وبيانِ حجتهِ، فكان كلامُهُ وأفعالُهُ أرقَ من النسيم، لا يملُّ مَنْ جالسهُ ولا يضجرُ مَنْ حاورهُ ولا يبتعدُ بالناسِ عن الواقعِ فكان معهم ولهم، هذا مما زادَ اتباعَ واجتماعَ الناسِ حولَهُ والتعلقِ به، لكن هذا الأمرُ زادَ من الحقدِ والكراهيةِ من قبلِ السلطةِ العباسيةِ الحاكمةِ آنذاك، لذلك رموهُ في السجنِ لسهولةِ القضاءِ عليه، لكنهم لم ينجحوا في هذا الأمر، فقد حيّرَ عقولهم، حيثُ يروى أن المعتمدَ العباسي كانت له بركةٌ مغلفةٌ فيها أسودٌ وسِباع، فأمرَ ذاتَ مرةٍ بإلقاءِ الإمامِ الحسنِ العسكري (عليه السلام) إلى تلك السِّباعِ الجائعة، وفعلاً رموهُ إليها، وبعدَ لحظاتٍ قليلةٍ نظروا إلى المكانِ ليعرفوا ما جرى بحالهِ فوجدوهُ (عليه السلام) قائماً يُصلي وهي تدورُ حولَهُ، لذلك أمرَ بإخراجِ الإمام (عليه السلام) إلى دارهِ، وهذه القصةُ تعكسُ لنا عظمةَ شخصيتهِ (عليه السلام). المصدر: بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٠ - الصفحة ٣٠٩ إعداد: مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي
أكثر المواضيع قراءة