قصص سردية
قطعٌ من السُّكر
في صباحٍ جميل خرجت النملةُ الصَّغيرةُ تسيرُ وسطَ بيوت المدينة، تنتقلُ من مكانٍ إلى آخر تحاولُ أن تجدَ منفذاً يساعدُها في الدخولِ إلى إحدى البيوت لتحصلَ على الطَّعام، وبينما هي تسيرُ شاهدت ثقباً صغيراً في أسفلِ إحدى الأبواب تسللت خلسةً إلى الداخل فإذا بها تصبحُ في مكانٍ مليء بالصحون والعلب البلاستيكية وغير ذلك، فابتسمت قائلة: إنَّهُ المطبخ الذي يعدون فيه الطَّعام، وازدادت فرحاً أكثر عندما شاهدت علبةً بلاستيكيةً مليئةً بالسكر فوقَ الطَّاولة، وبسرعةٍ اقتربت منها لتأكلَ وتعودُ ببعضهِ إلى بيتها، لكن مع الأسف الفرحة لم تكتمل، فقد كانت العلبةُ محكمة الإغلاق، في البداية حاولت فتحَ الغطاءَ بأكثرِ من طريقة لكن لم تنجح، مما جعلها تشعرُ بخيبةِ أمل، وقررت الخروج، لكن فكرت قليلاً بأن الخروجَ لن ينفعها بشيء وبقائها وحدها والاعتماد على نفسها أيضاً لن ينفعها، ولهذا قررت دعوت صديقاتها لمساعداتها، وفعلاً بعدَ مرور وقتٍ قصير، عادت النملةُ الصَّغيرةُ ومعها مجموعةً من صديقاتها وبدأت النملاتُ بالتعاون معاً، كلُّ واحدةٍ تُحاولُ المساعدةَ بقدرِ ما تستطيع، كان بعضُها يدفعُ الغطاءَ من الأسفل، بينما الأخريات يسحبن الغطاء من الأعلى، استمروا في المحاولة، وفي النهاية وبفضل تعاونهم وقوتهم المشتركة، نجحوا في فتحِ العلبة، حينَها هتفَ الجميعُ: بتعاوننا ننجحُ، فَرِحت النملاتُ جميعاً، وبدأت تأخذ قطع صغيرة من السكر، وبعدما تناولت كلُّ واحدةٍ وأخذت ما تحتاجُ إليه من السكر، خرجوا عائدين إلى مستعمرتهم فرحين بما حققوهُ بفضل تعاونهم ومساندة بعضهم لبعض. إذن يا احبائي يجبُ أن نعرفَ قيمةَ العمل الجماعي والتعاون فيما بيننا لأنه بفضلهِ نستطعُ أن نتغلبَ على الأمورِ الصَّعبة في الحياة ونُحقِّقُ ما نحلمُ به، فقد قالَ النبي محمد (صلى الله عليه وآله) " المؤمنُ للمُؤمنِ كالبُنيانِ يَشُدُّ بعضُهُ بعضاً". قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة