قصص قرآنية
خطأ زيتونة
في احدى الليالي الشتائية الباردة كان أمين يجلس بجوار جده بالقرب من المدفئة فطلب أمين من جده ان يقرأ له قصة قبل ان يأتي موعد النوم، فوافق الجد وقال: حسنًا يا بني سأحكي لك قصة الحمامة زيتونة: كانت هناك حمامة صغيرة اسمها "زيتونة" تعيش مع صديقاتها في غابة مليئة بالأشجار الخضراء والزهور الجميلة وكانت زيتونة محبوبة من قبل الجميع فهي كانت حمامة طيبة الا انها كانت تتحدث عن الآخرين أحيانًا دون أن تتأكد من صحة ما تقول، وفي أحد الأيام سمعت زيتونة أن أحد العصافير ويدعى "فرفور" لم يعد يُحضر الطعام لأسرته فأخذت تتحدث مع باقي الطيور عن هذا الأمر، وانتشر الخبر بين الجميع، وحين عرف فرفور ان الجميع يتحدثون عنه بسوء حزن كثيرًا لأنه في الحقيقة كان مصابًا بجرح في جناحه وبات يجد صعوبة في التحليق عاليا والطيران ولم يكن يخبر أحدًا لأنه لا يريد أن يقلق أصدقاءه. عندما علمت بهذا الامر الحمامة سُكر وهي أكبر الطيور سنًا واكثرهم حكمة دعت جميع الطيور للاجتماع وقالت: ان النميمة سلوك سيء جدًا، وتسببت في جرح مشاعر صديقنا الطيب العصفور فرفور وانتشرت عنه إشاعة بأنه لا يجلب الطعام لأسرته من دون أن نعرف الحقيقة ثم نظرت إلى زيتونة وقالت لها بحنان: يا زيتونة، من المهم ألا نتحدث عن أحدٍ من دون أن نتأكد مما نسمعه فربما ما سمعناه لا يكون صحيحًا، وقد نؤذي أصدقائنا دون قصد" ، شعرت زيتونة بالخجل واعتذرت من فرفور ووعدت بعدم تكرار الخطأ مرة أخرى وتعلمت درسًا مهمًا، وقررت ألا تتحدث عن أحد بسوء، وأن تتأكد من الأخبار قبل نشرها. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الطيور أكثر حبًّا واحترامًا لبعضها، وحرصت على مساعدة بعضها بدلًا من الحديث فيما بينها بسوء. وبعد ان انتهى الجد من قراءة القصة سأل أمين ما الذي استفدته من هذه القصة يا صغيري اجاب أمين: التأكد من صحة الأخبار قبل نقله والاهم هو الابتعاد عن النميمة والتحدث بسوء عن الآخرين، فقال الجد: احسنت يا بني فالله تعالى يقول في قرآنه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ((وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) )) صدق الله العلي العظيم . قصة: أحمد عبد المهدي رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة