قصص سردية
مجتهدٌ كالنَّحلة

في حديقة البيت كان سامر جالساً يُطالعُ كتابه المدرسي محاولًا قراءة درسٍ عن النباتات، لكن علامات الحزن والكآبة كانت بادية على وجهه فهو لا يُحبُّ الدراسة كثيراً ويتمنى لو يقضي وقته ما بين اللعب والتنزه فقط، وبينما كان يحاولُ النظرَ في الكتاب، لفت انتباهه نحلةٌ صغيرةٌ تنتقلُ بخفةٍ بين الأزهار، خطفت أنظاره وتوقف عن القراءةِ تمامًا وأخذَ يُراقبُها بإعجابٍ قائلاً: كم هي جميلة وتعيشُ حياةً سعيدةً وسهلةً، لا عمل، لا دراسة، لا اختبارات، وما إن أنهى كلماته، حتى سمعَ صوتًا رقيقًا يأتي من بين الأزهار: مرحبًا يا سامر، لماذا تقول إن حياتي سهلة؟ هل تظن أنني أقضي يومي في اللعب فقط؟ تفاجأ سامر و ردَّ متلعثماً: نعم، لكن أعتقد أن حياتكِ ممتعةٌ، فأنتِ تطيرينَ وتستمتعينَ بالألوانِ والروائحِ الجميلةِ دون أن تُجبَري على الدراسةِ أو العمل، ابتسمت النَّحلةُ قائلة: نحن نعملُ بجدٍ طوال اليوم، فكلُّ نحلة في الخلية لها دور، البعض يجمعُ الرحيق، والبعض الآخر يحرسُ الخلية، وآخرون ينظفون ويهتمون باليرقاتِ الصَّغيرة، أنا، فسألَ سامر مستغرباً: لماذا تقومونَ بكل هذا العمل؟ أجابت النحلة: نعملُ بجدٍّ ونتعاون، لكي نُحقِّقَ أشياءً عظيمةً مثل صُنعِ العسل، الذي يعتبرُ غذاءً مفيدًا للناس وأيضًا لنا، فقال سامر بنبرة هادئة: لم أُفكرُ بهذا الشكل من قبل، أومأت النحلةُ برأسها قائلة: العِلمُ والعملُ هما جزءانِ مهمانِ من حياتنا جميعًا، ومن خلالهما يمكنك أن تُحقِّقَ الكثير من الأشياء النافعة لكَ وللآخرين، ابتسم سامر قائلاً: "شكرًا لكِ أيتها النَّحلةُ، سأُحاولُ أن أدرسَ بجدٍّ من الآن فصاعدًا، رفرفت النَّحلةُ بجناحيها مودعةً سامر، وعادَ ينظرُ إلى كتابه بعيونٍ مختلفة، عازمًا على أن يكونَ مجتهدًا كالنَّحلة، ليُساعدَ أسرته ويكون مفيدًا لمجتمعهِ في المستقبل. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة