قصص سردية
دبٌّ فوق الجليد

ما بين الحين والآخر كان حسن عندما ينتهي من واجباته المدرسية يجلسُ يُشاهد بعض الفيديوهات حول الحيوانات وكيفية تعاملها مع البيئات المختلفة التي تعيشُ فيها، فهو يُحبُّ التعرف عن اسرار عالم الحيوان دوماً، وبينما كان جالساً يُطالع في هاتفِ أبيه شاهدَ مقطعاً فيديواً قصيراً لكنه مختلفاً وغريباً جداً، حيثُ يظهرُ فيه دبٌّ قطبي يزحفُ على بطنهِ فوق الجليد ويستمرُ في ذلك حتى يصل إلى الضفةِ المقابلة للجليد، فيقفُ على رجليه ويسيرُ بشكلٍ طبيعي، أُعجب حسن بهذا المشهد الغريب والفريد من نوعه وقالَ محدثاً نفسه: لماذا زحف على بطنه، يا تُرى؟ أخذَ يُكرّرُ مشاهدةَ الفيديو لأكثر من مرة، علَّهُ يجدُ السببَ وراء فعل الدب، وبعدما عجزَ عن معرفةِ السبب ذهبَ إلى والده وسأله قائلاً: ما السُّر وراء زحف الدب بهذه الطريقة؟ ابتسم والده وهو يرى الفضول في عينيه وقالَ لهُ: في المناطق القطبيةِ أحياناً يكونُ الجليدُ سميكاً يتحملُ ضغطاً كبيراً لذلك نُشاهد الدب يمشي ويركضُ ويصطادُ بكل حرية، وأحياناً أخرى يكونُ الجليدُ رقيقاً جداً فلو مشى عليه الدب سوف يسقطُ في المياه الباردة، ولهذا زحف الدب من أجل أن يوزعَ ثقل جسمه على الجليد كي لا يتكسر، ويسمى هذا بـ(قانون الضغط) فإذا وزعت مساحة جسمك فوق منطقة معنية فأنت تقلل من ضغطك على الأرض، ذُهل حسن مما سمعه وقال مستغرباً: سبحان الله الذي ألهمه هذه المعرفة، ثُمَّ شكرَ والده على هذه المعلومة العلمية الجديدة، وعاد يتصفح ليُشاهدَ فيديوهات أُخرى تكشفُ سراً من أسرار عالم الحيوان. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة