قصص أهل البيت

نصفُ الثمنِ للدار

نصفُ الثمنِ للدار

لقد حثنا الدينُ الاسلامي على الإحسانِ إلى الجارِ وتقديم المساعدة لهُ، والسؤالِ عن أحوالهِ ومشاركتهِ في أوقاتِ الفرحِ ومواساتهِ في أوقاتِ الحزن، وتقديم ما يحتاجُ إليه من مأكلٍ وملبسٍ، هذا ما أوصانا به النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيثُ قال: "ما آمن بي مَنْ باتَ شبعان وجارهُ جائع"، وكذلك أهل البيت (عليهم السلام) فقد أثبتوا لنا ذلك في مواقف ومواضع متعددة، فقد روي إن رجلاً كان يسكنُ في المدينةِ بجوارِ الإمام الصادق(عليه السلام) وكانت تربطهُ علاقةً طيبةً معهُ، وذات مرةٍ ضاقَ به الحالُ وأحتاجَ إلى المال، فقررَّ أن يبيعَ داره، لكن عرضَ الدارَ بسعرٍ غالٍ جداً، ضعفَ السعر الذي كان معروفاً في السُّوق، فجاءهُ رجلٌ سألهُ عن سببِ عرضِ دارهِ بهذا السعرِ المرتفع، فقال لهُ: نصفُ الثمنِ للدار، والنصفُ الآخرِ هو ثمنُ مجاورةِ الإمامِ الصادق (عليه السلام)؛ الذي لا نظير لهُ في معروفهِ وإحسانهِ وكرمهِ، وحينَ وصلَ الخبرُ إلى الإمام (عليه السلام) أعطاه ما يحتاجُ إليه من المالِ ليقضي به حاجته ولم يبعْ دارهُ، وبهذا الفعل يُعلّمُنا الإمامُ (عليه السلام) أن نسعى دوماً لقضاءِ حوائج جيراننا وأن نعاملَهم بالحسنى ونزرعُ الفرحَ والسعادةَ في قلوبِهم. المصدر: الإسلام منهج مشرق للحياة – ص155 إعداد : مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي

إتصل بنا

موقعنا