قصص سردية
ليلةُ البهجةِ والسرور

ليلةُ البهجةِ والسرور يومٌ مليءٌ بالدفءِ والسَّعادة، كانت قلوبُنا تشعُ فرحاً وافواهنا ترسمُ بسماتٍ وضحكاتٍ لا حدود لها، نعملُ بشغفٍ أنا وأمي وأبي وأختي نرجس ليبدو هذا اليوم مميزاً جداً، كان أبي يقفُ في الزاويةِ يُمسكُ بخيوطِ الزينةِ الملونة، وأنا أُساعدهُ في تعليقها على الجدرانِ والسقف، فقلتُ له ضاحكاً: أبي، أعتقدُ أنني أصبحتُ خبيرًا في تعليقِ الزينة الآن!، فأجابني مبتسماً: أجل، لأنَّكَ مجتهدٌ وذكي، وفي تلك الأثناء، كانت أُمّي في المطبخِ تصنعُ قطعاً من الكيك اللذيذ وإلى جانبها أختي نرجس تُزيّنُ كلَّ قطعةٍ بالكريمةِ البيضاء، إضافةً إلى ذلك تكتبُ بعجينةِ الكاكاو بخطٍ جميل (يا مهدي) إنَّهُ أسمي، أجل فقد اسماني والدي (مهدي) اسم جميلٌ وأحبهُ كثيراً لكن لم يكن الاحتفالُ بذكرى عيد ميلادي بل نحتفلُ بذكرى ولادةِ أمامنا ومنقذنا الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، في الخامس عشر من شهر شعبان المعظم، ومع اقترابِ المساء خرجتُ أنتقلُ من بيتٍ إلى آخر وأنا أُقدِّمُ لجيراننا بعضاً من قطعِ الكيك والشّموع والحلوى وكان كلُّ واحدٍ منهم يستقبلني بابتسامةٍ عريضةٍ ممزوجة بكلماتٍ من الشكرِ والثناءِ والدعاء، وهل يوجدُ أجملُ من أن يقولَ لكَ أحدٌ: جعلنا الله وإياكم من المنتظرينَ الصالحينَ لظهوره المبارك ومن أنصارهِ المؤمنين، يا لها من كلماتٍ جميلةٍ تغرسُ في قلبكَ الفرحَ والإيمان، وبعدَما انتهيتُ من توزيعِ جميعِ الأطباق عدتُ إلى البيتِ جلستُ حولَ طاولةِ الطَّعام إلى جانبِ أمي وأبي وأختي وما أن اشعلنا الشموعَ قالَ أبي: هذه الليلةُ ليست فقط للاحتفال، لكنها فرصةً للدعاء بتعجيلِ الفرج فقد قالَ الإمامُ المهدي (عجل الله فرجه الشريف) "أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم"، وهكذا أشرقت ليلةُ النصفِ من شهر شعبان بنورِ الاحتفالِ والدعاء، وملأت قلوبنا بالبهجةِ والإيمان. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة