قصص أهل البيت

ارجعوا أبانا

ارجعوا أبانا

ارجعوا أبونا في صبيحةِ اليوم التاسع عشر من شهر رمضان سنة 40 للهجرة، خرجَ الإمامُ علي (عليه السلام) متجهاً إلى مسجد الكوفة كعادته ليُصلي صلاة الصبح، وبعدما وصلَ وقف يُصلي، ومن المعروف عنه إنَّهُ يطيلُ الركوعَ والسجود، فصلى الركعة الأولى من صلاة الصبح ثم الركعة الثانية وسجد السجدة الثانية، وفي تلك اللحظة أقبل اللعين (ابن ملجم) لعنه الله فنهض مسرعاً متجهاً نحو الإمام وكلمح البصر أخذ السيف الذي كان يخبأه تحت عباءته وضربَ الإمام علي(عليه السلام) على رأسهِ الشريف فلما أحسَّ الإمام (عليه السلام) بالضربةِ لم يتأوه وصبر، ووقعَ على وجهه قائلاً: بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله، فزت وربِّ الكعبة، حينها نهض كل من كان في المسجد وأحاطوا بأمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو يشد رأسه بقطعةِ قماشٍ والدم يجري على وجهه ولحيته وهو يقول: هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، وعلى أثرِ ذلك أصبح الإمام علي (عليه السلام) طريح الفراش وقد تم استدعاء الطبيب ليكشفَ عن حالته، وقد أخبرهم الطبيبُ أن السيفَ الذي ضُربَ به كان مسموماً وأوصاه بأن يتناولَ اللبن، وحين شاعَ الخبرُ في المدينةِ جاءوا الأيتام وقد صفوا أمام بيتِ الإمام علي (عليه السلام) وهم يحملون اللبن ويقولون: هذا لأبينا علي، وعندما خرجَ الامامُ الحسن (عليه السلام) يتفقدهم رأى أحدَ الأيتامِ بيدهِ اللبن وهو يقولُ باكياً: لقد ارسلتم لنا اللبن خذوا اللبن وارجعوا ابونا علي، وبقيَّ الإمامُ (عليه السلام) طريحَ الفراش حتى يوم الحادي والعشرين من شهرِ رمضان فارق الحياة، وصار الناس ينوحون وينادون: وا إماماه، وا أمير المؤمنيناه، قُتِلَ والله إمام عابد مجاهد لم يسجد لصنم كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فارق الحياة وهو يُوصي ولديه الإمام الحسن والحسين (عليهما السلام) قائلاً :الله الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: مَنْ عالَ يتيماً حتى يستغني أوجبَ اللهُ عز وجل له بذلك الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار. إعداد: مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي

إتصل بنا

موقعنا