قصص سردية
رِحلةُ مدينةِ الألعاب

في صباحِ يومٍ مشمسٍ وجميل، خرجَ سامر برفقةِ والديهِ وأخيه الصَّغير محمد للذهابِ إلى مدينةِ الالعاب، إذ وعدهم والدهم بيومٍ مليءٍ بالمرحِ والمغامراتِ بعدَ الانتهاءِ من أداءِ الامتحانات، كان الحماسُ والفرحُ واضحاً على ملامحِ سامر وأخيه الصَّغير، فما أن وصلوا إلى المدينةِ المليئةِ بالألوانِ والزينةِ والأصواتِ المبهجة، ركضَ سامر ومحمد نحوَ الألعاب، وبدأت مغامراتهم بركوبِ الأرجوحةِ الدوارة ثُمَّ قطار المغامرات السريع، ثُمَّ ركوب سيارات التصادم، وبينما كانا ينتقلان من لعبةٍ إلى أخرى وسطَ أجواءٍ ممزوجةٍ بالفرحِ والسَّعادة، شاهدَ سامر بحيرةً صغيرةً في نهايةِ المدينةِ وفيها عدداً من القواربِ الملونةِ التي يتحركُ ركابها بتحريكِ أقدامهم، حينها أشارَ سامر بحماسٍ إلى القواربِ قائلاً: أُريدُ أن أُجربَ هذه يا أبي! فقالَ أبوه مبتسماً: حسنًا، وبمساعدةِ والدهما صعدَ سامر ومحمد إلى أحدِ القوارب، وبدئا بتحريكِ أقدامهما لدفعِ القارب إلى الأمام، وكانت علاماتُ الفرحِ والابتسامةِ باديةً عليهما وهما يشاهدانِ الماءَ يتطايرُ حولهما، وبعدَ مرورِ وقتٍ ممتعٍ من اللعب والمرح، عادَ القاربُ بالقربِ من اليابسةِ لكن عندما حاولَ الاثنانِ النزول، أخذَ القاربُ يتمايلُ يميناً ويساراً وفجأةً انقلبَ القاربَ وسقطا في المياه، وبسرعةٍ ركضَ والدهما نحوهما ومدَّ يدهُ وأخرجهما من البحيرة، وفي أثناءِ ذلكَ سألَ سامر أباه قائلاً: لماذا انقلبَ القارب؟ ابتسم أبوهُ قائلاً: القارب يا سامر مثل الميزان، إذا لم توازن حركتك، فإنه يميل وينقلب، وإن الأجسامَ التي تطفو كالقوارب لديها ما يسمى بـ(مركز الطفو) إذا كان مركزُ الجاذبيةِ بعيداً عن مركزِ الطفو سوف يميلُ القاربُ وينقلب، ثُمَّ ضَحِكَ الجميع، وأكملوا يومهم بسعادة، ليظلَّ هذا الموقف ذكرى لا تُنسى في رحلة مدينة الألعاب. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة