قصص سردية

فرصةٌ ذهبية

فرصةٌ ذهبية

فرصةٌ ذهبية تحتَ ظلالِ شجرةٍ ذات أوراقٍ كثيفة، كانت تجلسُ مجموعةٌ من الأسود تراقبُ قطيعًا من الجواميس منتظرةً اللحظة المناسبة لاصطيادِ أحدهم، كانت ملامحُ الجوع واضحةً عليهم فقد مرت أيامٌ ولم تذق طعاماً قط، وفي تلك اللحظات تحرك أحدُ الأسود برفقةِ لبوةٍ شجاعة، وبدءا يقتربان خطوة ... خطوة، حينها شعرَ قطيعُ الجواميس، بالخطرِ القادمِ نحوهم، فدبَّ الخوفُ فيهم، وأخذوا يركضون يميناً وشمالاً محاولين الهرب، لكن حركتهم هذه تسببت في حدوثِ غيمة من الغبار حولَهم وجعلتهم يتفرقون ويبتعدون عن بعض، رأى الأسدُ في ذلك فرصةً ذهبيةً فالتفت إلى اللبوة قائلاً: الآن هو الوقت المناسب؛ لنهاجمَ بكل قوتنا، وكلمحِ البصر، انطلقا بسرعةٍ، وصارا وسطَ القطيع، وتمكنا من الإمساك بأحد الجواميس، انتشر الرعبُ أكثر بين القطيع، وتعالت أصواتهم محذرين بعضهم البعض: اهربوا... اهربوا بعيدًا، وفي أثناءِ ذلك أخذَ الجاموس يقاومُ الأسدُ واللبوة ويحاولُ أن لا يسقطَ أرضاً لكن لم يستطع الصمود أمام الأسد طويلاً فوقعَ على الأرض مستسلماً، حينها أطلقت اللبوةُ زئير النصر قائلة بفخر: لا أحدَ يستطيع مقاومتنا، لكن النصر لم يدم طويلًا، فسرعان ما وصلت بقية الأسود، وهي تريدُ مشاركتهما في تناولِ الفريسة، وفي تلك اللحظةِ كان للأسدِ واللبوةِ رأي آخر، فقد رفضا بشدةِ مشاركتهما الفريسة ولم يمض وقتٌ طويلٌ حتى تحوَّلَ الأمرُ إلى شجارٍ عنيف، إذ ارتفعت الأصوات وصار يهاجمُ بعضها البعض، وفي وسط هذه الفوضى، كان الجاموس الملقى على الأرض يراقبُ المشهد بخوف، لكنه أدرك أنها فرصته الوحيدة للهروب، استجمع قواه ووقف على قدميه ثُمَّ أنطلق بعيداً هارباً من الأسود، ولم تمر سوى دقائق قليلة حتى أدركت الأسود أن ما كانت تتقاتلُ عليه قد اختفى، وأن الجاموس قد أفلت من قبضتهم، وقفوا مذهولين، تملؤهم الحسرة، فقالَ أحدُهُم بخزنٍ: لقد أضعنا أفضلَ فريسةٍ بسبب الطمع والأنانية، ثُمَّ قالَ آخر: التعاونُ هو سر قوتنا، لكننا نسيناه وسط شجارنا، وعادَ الجميعُ تحتَ الشَّجرةِ وعلامات الحزن والخيبة باديةً على وجوههم. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا