قصص أهل البيت
لماذا لم تهرب؟

لماذا لم تهرب؟ كان صباحاً جميلاً إذ الشمسُ مشرقةً والنسيمُ هادئاً يُداعبُ الأشجار، والأطفالُ يلعبونَ ويركضونَ بسعادةٍ في وسط الطريق، كان من بينهم صبيٌّ صغير، لم يكن كأيِّ صبي، كان يحملُ في وجههِ نورًا، وفي عينيهِ بريقَ الحكمة، إنَّهُ الإمامُ محمدُ بن علي الجواد (عليه السلام)، وبينما كان الجميعُ يلعبُ ويركضُ هنا وهناك، مرَّ بالقربِ منهم موكباً للخليفةِ العباسي عبد الله المأمون بن هارون الرشيد ومعهُ مجموعةً من الجنودِ والحراس، وفي تلكَ اللحظةِ عندما سَمِعَ الأطفالُ صوتَ الخيلِ تقتربُ منهم، تفرقوا بسرعة، وأخذوا يركضونَ هرباً، بينما ظلَّ الإمامُ محمدُ الجواد (عليه السلام) واقفاً ثابتًا في مكانه، كأنَّهُ شجرةٌ قويةٌ راسخةٌ، تعجبُ المأمون فسألهُ: لماذا لم تهرب مثلَّ الأطفال؟ قالَ الإمامُ بثقةٍ: الطريقُ واسعٌ وليس ضيقًا، ولم أرتكب ذنبًا يجعلُني أهرب، وظني بكَ أنَّكَ لا تُعاقبُ مَن لا ذنبَ له، دُهِش المأمون من جوابهِ فسألهُ: ما اسمُكَ أيها الصبي؟ فقالَ: محمد بن علي الرضا، أُعجب المأمون بحكمتهِ وشجاعتهِ وذكائهِ كثيراً ثُمَّ ودعهُ ذاهباً، بينما ظلَّ الإمامُ محمد الجواد (عليه السلام) في مكانهِ، متأملاً في السماءِ كأنَّهُ يعلمُ أن العالمَ كلَّهُ ينتظرهُ ليُضاءَ بنوره. موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٣ - الصفحة ١٠٨ إعداد: مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي
أكثر المواضيع قراءة