قصص سردية

لماذا لا نرى جانبه الآخر؟

لماذا لا نرى جانبه الآخر؟

لماذا لا نرى جانبه الآخر؟ في ليلةٍ هادئة، كان سراج يجلسُ مع عائلته في وسطِ حديقةِ المنزل، تارةً يشاركهم الحديث، وتارةً يرفعُ بصرهُ إلى السماء مستأنساً بجمالِ النجوم المتلألئةِ والقمر المضيء، كان مشهدُ السَّماء الجميل يبعثُ في نفسهِ شعورًا خاصًا، لكن أكثر ما لفت انتباهه تلك الليلة هو القمر إذ بدا كأنَّهُ يبتسمُ لهُ وسطَ الظلام، وبينما كان يُطالعُ القمرَ سألَ والدتهُ قائلاً: أمي، لماذا لا نرى سوى وجهًا واحدًا للقمر، لماذا لا نرى جانبه الآخر؟ ابتسمت والدته قائلةً: لأن القمرَ يدورُ حولَ الأرض، ويدورُ حولَ نفسَهُ أيضًا بنفسِ السرعةِ التي يدورُ بها حولنا، والدورتانِ تستغرقانِ فترةً زمنيةً واحدة وهي تُسمى بـ( الشهر القمري)، لذا لا نستطيعُ رؤية النصف الآخر من القمر، ثُمَّ أمسكت بورقةٍ وقلم، ورسمت دائرةً كبيرةً في وسطِ الورقة وقالت: تخيل أنك في مركزِ هذه الدائرة، كأنك الأرض، بينما أنا القمر، الآن، إذا بدأتُ بالدورانِ حولك، مع الحفاظِ على بقاءِ وجهي متجهًا نحوكَ طوال الوقت، فلن ترى سوى هذا الوجه، حتى وأنا أدور حول نفسي، هكذا تمامًا يفعلُ القمرُ مع الأرض، أُعجِبَ سراج في التجربة، ثُمَّ ضَحِكَ قائلًا: كأن القمرَ يلعبُ معنا لعبةَ الغميضة، ضَحِكت والدتُهُ قائلةً: يمكنك قول ذلك، ثُمَّ عادَ سراج ينظرُ إلى القمرِ مجددًا، وهذه المرة، شعرَ وكأنَّهُ فهمَ سره الصَّغير المخفي خلفَ جماله الباهر. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا