قصص سردية

رِحلةٌ مدرسيةٌ ممتعة

رِحلةٌ مدرسيةٌ ممتعة

رِحلةٌ مدرسيةٌ ممتعة أعلنت إحدى المدارس الابتدائية عن رحلةٍ إلى حديقةِ الحيوانات، فابتهجَ التلاميذُ كثيرًا لهذا الخبر الجميل، لكن محمد كان أكثر سعادةً وشوقًا لهذه الرحلة من غيره، لأنه يحبُّ الحيوانات كثيرًا، ودائمًا ما يقرأ عنها ويُتابع بعض الأفلام الوثائقية ليتعرفَ على المزيد حول هذا العالم المليء بالأسرار، وقبل انتهاء الدرس، طلبت المعلمةُ من كلِّ واحدٍ منهم إخبارَ عائلته وطلبَ الإذن بالمشاركة، وفعلاً، عندما وصل محمد إلى المنزل، أسرعَ بإخبارِ والدهِ عن الرحلة، فوافقَ والدهُ، لكن بشرطٍ إذ قالَ لهُ: يجبُ أن تنتبهَ جيدًا لنفسك، وتلتزمَ بتعليماتِ معلمتك، وألا تبتعدَ عنها، أومأ محمد برأسه قائلاً: حسنًا يا أبي، وفي اليوم التالي، انطلقت الحافلاتُ المدرسية، وبعدَ مرورِ بعض الوقت، صار التلاميذُ في وسطِ المدينة، وبدأت رحلتهم الشيقة في حديقةِ الحيوانات، وأخذوا يتنقلون بين الأقفاص برفقة معلمتهم، ويشاهدون الحيوانات بانبهار، حتى وقفوا أمامَ قفصٍ كبيرٍ يضمُّ عددًا من القرود والأرانب، كان محمد يتابعُ باهتمامٍ حركاتِ الحيوانات، ولاحظ شيئًا غريبًا عندما دقّقَ النظر إلى الأرانب، إذ كانت تحركُ أنفها باستمرار، إنها حالةٌ غريبةٌ لم يشاهدها من قبل، دفعهُ الفضولُ لمعرفةِ السببِ وراء ذلك، توجه إلى معلمته وسألها قائلاً: لماذا يحركُ الأرنبُ أنفه دائمًا؟ فابتسمت المعلمة قائلةً: لأن الأرنب يمتلكُ حاسةَ شمٍّ حساسةً ومرهفةً جدًا، ويُحركُ أنفه باستمرار ليشُمّ الروائح، وليكتشفَ الطعام، وليتعرّفَ على محيطه، وكذلك للحذرِ من أي خطر قد يقتربُ منه، كانت معلومةً جميلةً وغريبةً لم يعرفها التلاميذُ من قبل، فأُعجبوا بسؤال محمد، وشكروا معلمتهم على هذه الإجابة الرائعة، ثم أكملوا رحلتهم، وتابعت المعلمةُ شرحها لتعريفِ تلاميذها بأهمِ الصفاتِ السلوكيةِ لدى بعض الحيوانات، وبينما كانت الشمس تغرب، ودّعت الحافلاتُ المدرسيةُ الأطفال، وهم يشعرون بالسعادة والفرح، إضافةً إلى ما تعلموهُ من حقائق وأسرار حولَ عالمِ الحيوان المليء بالحكاياتِ والمفاجآت. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا