قصص سردية
سنعطيكَ العسل

في يومٍ من الأيام، مرضَ الدبُّ مرضًا شديدًا، فنصحه طبيبُ الغابةِ بأن يتناولَ العسلَ كعلاجٍ لهُ، وفي الصَّباحِ الباكر، خرجَ الدبُّ يتكئ على عكازتهِ باحثًا عن العسلِ في أرجاءِ الغابة، وبينما هو يسير، لمحَ خليةَ نحلٍ في إحدى الأشجار، ففرحَ كثيرًا وقال: إنها بشارةُ خير، سأملأ الجرةَ كلَّها بالعسل، اقتربَ ومدَّ يدَهُ وأخذَ قليلًا من العسلِ وتذوّقهُ قائلاً: يا لهُ من عسلٍ لذيذ، ثم عادَ وأخذَ المزيدَ ووضعَهُ في الجرة، لكن في المرةِ الثالثة، لسعتهُ نحلةٌ في يدِه، فصرخَ: يا لها من لسعةٍ قوية، غضبَ كثيرًا وضربَ الخليةَ بعصاه قائلاً: نحلاتٌ بخيلات، وما إن مرّت لحظة، حتى خرجت مجموعةٌ من النحلاتِ وهاجمت الدب، فأخذَ يُلوّحُ بعصاه قائلاً: اتركوني، أنا لم أفعل لكم شيئًا، رفرفت النحلاتُ فوقَ رأسِه، واقتربت منهُ إحداهن وقالت: لكنك ضربتَ الخليةَ وحاولتَ تخريبها، أجابها الدبُّ معتذرًا: "أردتُ فقط أن آخذَ العسل، لكن إحدى النحلات لسعتني بقوة، فغضبتُ دون قصد، سألته النحلةُ: هل يصحُّ أن تأخذَ شيئًا ليس لك؟ صمتَ الدبُّ قليلًا ثم قال: الطبيبُ وصفَ لي العسلَ علاجًا لمرضي، ابتسمت النحلةُ وقالت: لا بأس، ما دمتَ بحاجةٍ إليه، سنعطيكَ العسلَ وسنملأُ لكَ الجرةَ كلَّها، فرحَ الدبُّ وقال: أشكركم كثيرًا، ضحكت النحلةُ وقالت: نحن كرماء، ولسنا بخلاء كما ظننت، هزَّ الدبُّ رأسهُ قائلاً: أجل، وتعلّمتُ الآن أنَّه لا يصحُّ أن يأخذَ أحدٌ شيئًا ليس ملكَه، بل عليه أن يستأذنَ ويطلبَ المساعدة، ابتسمت النحلاتُ وقالت: أحسنت، لقد فهمتَ الدرس، ثم حملت النحلاتُ الجرةَ وبدأن يملأنها بالعسلِ حتى امتلأت تمامًا، حينها تقدمَ الدبُّ بالشكرِ الجزيلِ لهُنَ، وحملَ الجرةَ وعادَ إلى بيتِه سعيدًا مسرورًا. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة