قصص سردية
سليم والأسماك

سليم والأسماك سليم طفلٌ مهذّبٌ وجميل، يعيشُ في بيتٍ كبيرٍ مع والديه وأخيهِ الأصغر منه قليلاً، كان سليم يحبُّ الأسماكَ حبًّا شديدًا، ودائمًا ما يتابعُ صورها في الكتب، ويتخيَّلُ نفسهُ يسبحُ معها في أعماقِ البحر، وذاتَ يومٍ، عادَ والده إلى المنزلِ وهو يحملُ صندوقًا كرتونيًا كبيرًا، وناداه قائلاً: تعالَ يا سليم، وانظر ماذا جلبتُ لك، ركضَ سليم بلهفةٍ وسألهُ متحمّسًا: ماذا جلبتَ يا أبي؟ وما إنْ فتحَ والده الصندوقَ، حتى قفزَ قلبُ سليم من الفرح، فقد كان بداخلهِ حوضٌ زجاجيٌّ رائعٌ، مليءٌ بالأسماكِ الملوَّنةِ الجميلة، احتضنَ سليم والده قائلاً بسعادة: شكرًا لك يا أبي، هذه أعظمُ وأجملُ هدية، ابتسمَ والده وقال: تستحقُّ ذلك، ولكن عليك أن تعتني بالأسماكِ جيدًا، ولا تدعْها تشعرُ بالجوع أبدًا، أومأ سليم برأسه قائلاً بثقة: بالتأكيد يا أبي، ومنذُ ذلكَ اليوم، أصبح سليم يعتني بأسماكهِ وكأنها كنزٌ ثمين؛ يقدِّم لها الطَّعامَ في مواعيده، ويغيِّرُ ماءَ الحوضِ بانتظام، وينظِّفُه بعناية، ومع اقترابِ فصلِ الصَّيف، بدأ سليم يشعرُ بالقلق، إذ لاحظَ ارتفاعَ درجاتِ الحرارة، وقالَ لنفسه: هل ستتحمّلُ أسماكي الصَّغيرة هذا الطقسَ الحار؟ بدأَ يُفكِّرُ ويُجرِّبُ طُرقًا مختلفة؛ فمرَّةً وضعَ مكعَّباتِ ثلجٍ في الماء، لكنه لاحظ أنَّ البرودةَ لم تستمرَّ طويلًا، ظلَّ يُحاولُ دون جدوى، حتى قرَّرَ أن يسألَ والده: أبي، كيف يمكنني أن أُبقي الماءَ باردًا لأسماكي في الصَّيف؟ أخشى عليها من الحرِّ الشديد، ابتسمَ والدهُ قائلاً: لا تقلق يا سليم، فالله تعالى خلقَ الأسماكَ بحيث تتكيَّفُ مع درجةِ حرارةِ الماء، كما أنَّها لا تشعرُ بالبردِ في الشتاء، فهي أيضًا لا تنزعجُ من حرارةِ الصيف، ما دمتَ تعتني بها جيدًا، فهي ستكونُ بخير، قال سليم متعجِّبًا: إنَّها معلومةٌ علميةٌ لم أسمع بها من قبل، سبحان الله! كلُّ مخلوقٍ لهُ عالمُهُ الخاص، ومنذُ ذلكَ الحين، شعرَ سليم بالطمأنينة، واستمرَّ في رعايةِ أسماكِهِ بكلِّ حب. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة