قصص أهل البيت
حديثُ الراية

حديثُ الراية في يومٍ من الأيام، أرسلَ النبيُّ محمد (صلى الله عليه وآله) مجموعةً من المسلمين لفتحِ حصنِ خيبر، ذلك الحصنُ القويُّ الذي كان يسكنهُ جمعٌ من اليهود الذين لا يُريدون الخيرَ للمسلمين، انطلقَ جيشُ المسلمين، وما إن وصلوا حتى اندلعت المعركة، لكنهم لم يستطيعوا تحقيقَ النصر، ففرّوا منهزمين، وفي اليومِ التالي، أرسلَ النبيُّ (صلى الله عليه وآله) جيشًا آخر، وكان أكبرَ من الأول، ولكنهم أيضًا لم ينجحوا، ففرّوا منهزمين، يلومُ بعضُهم بعضًا، حينها قالَ النبيُّ محمد (صلى الله عليه وآله): لأُعطينَّ الرايةَ غدًا رجلًا يُحبُّ اللهَ ورسولَه، ويُحبُّهُ اللهُ ورسولُه، ليس بفرّارٍ، ولا يرجعُ حتى يفتحَ اللهُ عليه، وفي ذلكَ اليوم، ذهبَ الناسُ، وكلُّ واحدٍ منهم يُفكر ويتمنى أن يختارهُ النبيُّ (صلى الله عليه وآله)، وينالَ هذه المنزلةَ العظيمة، فلا يوجدُ أعظمَ من أن يُحبَّ اللهُ تعالى والرسولُ أحدًا، ويجعلَ النصرَ على يديه، وفي صباحِ اليوم التالي، طلبَ النبيُّ (صلى الله عليه وآله) أن يؤتوا بالإمامِ عليٍّ (عليه السلام)، فقالوا له: إنَّهُ مريضٌ يا رسولَ الله، عينُه تؤلمه، ومع ذلك، طلبَ النبيُّ إحضاره، وفعلاً بعدَ مرورِ بعضِ الوقت، وصلَ الإمامُ عليٌّ (عليه السلام)، وقد لفَّ عينهُ بقطعةِ قماش، فأجلسهُ النبيُّ بجانبه، ومسحَ على عينهِ بيدهِ المباركة، فشُفيتْ في الحال، ثم أعطاهُ الراية، فانطلقَ أميرُ المؤمنين (عليه السلام) بجيشٍ نحوَ خيبر، فجعلَ اللهُ تعالى الفتحَ على يديه، فحقّقَ النصرَ على اليهود، وهزمَ أقوى مقاتليهم، وفتحَ الحصنَ الكبير. المصدر: بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٩ - الصفحة ١٦ إعداد: مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي
أكثر المواضيع قراءة