قصص سردية

الزيادةُ كالنقصان

الزيادةُ كالنقصان

الزيادةُ كالنقصان (تدخل ليلى المسرح وهي تمسك بيد أمها) ... ليلى: ماما، أريدُ أن أشتريَ باقةَ الزهورِ هذه، لأزرعَها في حديقةِ بيتِنا، فتصبحَ أجمل. الأم (مبتسمة): فكرةٌ رائعة، هيا بنا نختارُ الأجمل. (ليلى تأخذُ الباقةَ من البائع، تستنشق عطرها)... ليلى: كم أنتِ جميلةٌ. (تُظلم الإضاءة، ثم تظهر ليلى وهي تحفر وتزرع الزهور)... ليلى: الآن أنتنَّ في بيتكنَّ الجديد، سأعتني بكنَّ كلَّ يوم. (تصب ليلى الماءَ بكثرة)... ليلى: لن أبخلَ عليكنَّ بشيءٍ. الزهور (بصوتٍ ناعم): شكرًا لكِ... لكننا لا نحتاجُ إلى كلِّ هذا الماء. ليلى (بثقة): لا تقلقن، الماءُ سيساعدكنَّ على النموِّ بسرعة. (تُظلم الإضاءة تدريجيًا لتُظهر تغيّر الوقت، في الصباح، يظهر ضوءٌ جديد، وتنهض ليلى من سريرها)... ليلى (متفاجئة): ما الذي حدث؟ لماذا كلُّ هذا الذبول؟ (تجري نحو أمها، حزينة)... ليلى: ماما، الزهورُ ذبلت، رغم أنني أعطيتُها الكثيرَ من الماء. الأم (بهدوء): يا عزيزتي... الزيادةُ كالنقصان، فالعطاءُ الزائدُ أحيانًا يضرُّ أكثرَ مما ينفع. ليلى: أَلَم يكنِ الماءُ شيئًا جيدًا؟ الأم: بلى، لكنهُ مثلُ كلِّ شيءٍ في الحياة، يجبُ أن يكونَ لهُ حدود، حتى الحبُّ والعنايةُ يجبُ أن يكونا بقدر. ليلى: إذن... لقد ألحقتُ بهنَّ الأذى دون قصد. الأم: أجل، وهذا يُعلِّمنا ألّا نعطي شيئًا أكثرَ مما يستحق. ليلى: سأزرعُ زهورًا جديدةً، وسأسقيها باعتدال. الأم (بفخر): أحسنتِ يا عزيزتي. نص: مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي

إتصل بنا

موقعنا