قصص قرآنية

سأكون حسينيًا

سأكون حسينيًا

سأكون حسينيًا جاء شهر محرم ولاحظ حسن أن الشوارع تغيّرت، والبيوت تعتليها رايات سوداء، شعر حسن بالحيرة، فسأل والده، فأجابه: في محرم، نستذكر استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، ونجدد الوفاء له، لأنه ضحّى بكل شيء من أجل الحق. في اليوم التالي، ذهب حسن مع والده إلى مجلس عزاء وجلس بهدوء بين الرجال، وبدأ يسمع قصة الإمام الحسين (عليه السلام) ولم تكن مجرد قصة عن معركة، بل كانت عن الإيمان والثبات والصبر، ورأى في كلمات الخطيب صورًا حيّة عن خيامًا تحترق، وأطفالًا عطاشى، ورجالًا يقاتلون بشجاعة دفاعًا عن الحق. ثم تلا الخطيب في لحظة مؤثرة، قول الله تعالى: "قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ" و قال: الحسين (عليه السلام) هو من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، ومحبته طاعة لله تعالى ، ونصرته نُصرة للحق ، شعر حسن أن قلبه اهتزّ، وكأن شيئًا بداخله استيقظ وتخيّل نفسه في أرض كربلاء، يحمل راية سوداء، ويقف مع الإمام الحسين (عليه السلام) ويقول: "أنا معك، يا أبا عبد الله." في تلك الليلة وعندما عاد حسن الى المنزل، كتب في دفتره: "سأكون حسينيًا ما حييت"، ومنذ ذلك اليوم، صار حسن يرتدي السواد كلما جاء محرم، لأنه بات يشعر بأن واجبه ان يستذكر مأساة امامه الحسين (عليه السلام) وصار يشارك في المجالس، ويستمع بخشوع، كما علق راية صغيرة كتب عليها لبيك يا حسين في غرفته ، ولم تكن المجالس بالنسبة له مجرد حضور ، بل كانت دروسًا في الإخلاص، وفي معنى أن تقف مع الحقّ ، وبدأ يحفظ أسماء أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) ، وكان كلما عاد من المدرسة ويتأكد من أن رايته ما زالت معلقة، وكأنها وعد لا يريد أن ينساه . قصة: أحمد عبد المهدي رسوم: علي رستم

إتصل بنا

موقعنا