قصص سردية
لن تسقط الراية

لن تسقط الراية اشترى الجد حبيب مجموعة من الرايات الحسينية من أجل رفعها استعداداً لاستقبال شهر الاحزان محرم الحرام، وعندما جاء احفاده طلب منهم ان يساعدوه، اخذ يوسف راية وخرج في حديقة البيت كي يرفعها الى جانب الجدار وصعد حسام فوق السطح واخذ راية معه كي يرفعها عالياً وفي الاثناء كان الهواء قوياً جداً طارت الراية من يد حسام وصرخ عالياً: ستسقط الراية يا جدي، ولحسن الحظ سقطت بالقرب من يوسف والذي استطاع ان يمسكها قبل ان تصل الى الارض، ابتسم الجد وقال: احسنت عزيزي لن تسقط الراية ابداً وفيها اسم الحسين عليه السلام. نزل حسام من السطح مهرولاً وهو يقول: لن تسقط الراية احسنت يا يوسف، وبعد الانتهاء قال لهم الجد: هذه الجملة التي تكررت اليوم كثيراً ذكرتي بموقف حصل معنا أيام القتال حيث كانت الأيام الأولى من شهر محرم، وحينها طلب أحد المقاتلين أن يضع راية سوداء فوق الساتر وهو يقول: نريد أن نعلن للعدو أننا في ضيافة الحسين، وسنقاتل بروح عاشورا، وفي اليوم العاشر من محرم، استشهد أحد المقاتلين واسمه أبو علي الحسيني وسقط وهو يقاتل بشجاعة، والدماء تغطي وجهه، لكن الغريب أن الراية التي فوقه لم تسقط، رغم أن القذائف أصابت المكان مرات عدة وبعد انتهاء المعركة، قال رفاقه: (رأيناه وهو يُقبل التراب تحت الراية قبل استشهاده، وكأنه يُعيد تمثيل مشهد العباس، حين رفض أن يعود ويده مقطوعة دون راية). إعداد: سجاد الحلو رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة