قصص قرآنية
راية في الحديقة

في صباحٍ أحد أيام شهر صفر، كان علي يلعب بدراجته الصغيرة في حديقة البيت، حين لمح شيئًا جديدًا معلقًا على شجرة الرمان اقترب منه، فوجد قطعة قماش سوداء، وقد علّقها والده وكتب عليها بخط أبيض: "يا حسين." وقف علي أمام الراية، وكان الجو ساكنًا، والنسيم يمرّ برفق وكأنّه يخاف أن يُفسد سكون الحديقة ، وأخذ يحدّق فيها طويلًا، لم يكن يعرف الكثير، لكنه شعر أن هذه الكلمة ليست عادية ، ، في الأيام التالية، أصبح علي يزور الراية كل صباح، يلمسها بأطراف أصابعه، ويجلس قربها دون أن يفهم تمامًا لماذا، لكن في داخله، كان هناك شيء يتحرّك كلما رآها ترفرف. وذات مساء، وبينما كان يرسم في دفتره، رسم شجرة بيضاء، وتحتها راية سوداء، وكتب بخطه الصغير: "هذه شجرة الحسين"، دخل والده الغرفة، نظر إلى الرسم وسأله: من علّمك كتابة هذه العبارة فأجاب علي: هي علّمتني وأشار إلى الراية في الحديقة فسرد حينها والد علي قصة الامام الحسين وآل بيته واصحابه (عليهم السلام اجمعين) وكيف استشهدوا دفاعًا عن الحق في كربلاء وبين له انهم احياء في قلوبنا واحياء يرزقون وسعداء عند الله تعالى الذي قال في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ((فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ). ومنذ ذلك اليوم، لم تعد الراية مجرد قطعة قماش في الحديقة، بل صار شيئًا ثمينًا لعلي ، تذكره دومًا بتضحيات الامام الحسين (عليه السلام) . قصة: أحمد عبد المهدي رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة