قصص قرآنية
معطف سامر

معطف سامر في صباح شتوي بارد، عاد سامر من المدرسة ليجد والدته تفتح كيسًا أنيقًا وتقول له بابتسامة: لقد ادّخرنا بعض المال واشتريت لك معطفًا جديدًا، كان المعطف أنيقًا، دافئًا، بلونه الرمادي الغامق، ومبطّنًا من الداخل. ارتداه سامر فورًا وأحس بالدفء والفرح ولطالما أراد معطفًا مثل أصدقائه، والآن أصبح لديه واحدًا. في اليوم التالي، ذهب سامر إلى المدرسة بمعطفه الجديد، وبينما كان ينتظر مع زملائه قرع الجرس، رأى صديقه علي واقفًا وحده، يضم ذراعيه إلى صدره، ويرتجف بصمت، كانت سترته خفيفة، ممزقة من أحد الأكمام، لا تصلح للبرد القارس فاقترب سامر منه وسأله بهدوء وقال : ماذا لا ترتدي شيئًا يقيك من البرد أجابه علي: لا املك غير هذه السترة… أبي اشترى دواءً لأخي الصغير ولم يتمكن من شراء معطف لي ، هز سامر رأسه ولم يجب، لكنه ظل طوال الدوام يفكّر ، المعطف دافئ… وعلي لا يملك غير سترة قديمة… هل يمكن أن يتنازل عنه كان الجواب صعبًا، فالمعطف جديد، وقد أهدته إليه والدته، ولم يرتده إلا ليوم واحد، لكنه تذكّر درس التربية الإسلامية حين قرأ المعلم الآية (( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) في تلك الليلة، جلس سامر على سريره والمعطف بجانبه، ثم قام بهدوء ووضع المعطف في كيس نظيف، وفي صباح اليوم التالي، ارتدى سترة قديمة احتفظت بها الأسرة في الخزانة، وذهب إلى المدرسة وحين رأى علي، ناوله الكيس وقال له بصوت خافت : هذا هدية مني لك لأنك صديق خلوق ومجتهد ، شكره علي كثيرًا فشعر سامر بدفء لكنه لم يكن من المعطف، بل من داخله. قصة: أحمد عبد المهدي رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة