قصص سردية
الجاموس الصَّغيرُ والطُّيور

الجاموس الصَّغيرُ والطُّيور بينما كان قطيعُ الجاموس يرعى في سهولٍ تغطّيها الحشائشُ الخضراء، جاءت مجموعةٌ من الطيور، وكعادتها، راحت تُحلّق فوقَ القطيع ثم بدأت تحطّ ُعلى ظهورِ الجواميس، تبحثُ بمنقارها بين الشعرِ الكثيفِ عن الديدان والحشراتِ الصغيرة، كان هذا المشهدُ مألوفًا للجميع، إلا أن جاموسًا صغيرًا لم يرضَ بذلك، أخذ يلوّح بذيله، ويهزّ رأسه بقوة، حتى لا تجرؤ أي طيور على الوقوف فوق ظهره، اقترب منه أحدُ الطيورِ وسأله مستغربًا: لماذا لا تسمح لي بالوقوف على ظهرك؟ أجابه الجاموس الصغير بانزعاج: لا أُحبُّ أن تقفَ طيورٌ فوقَ ظهري! تعجّب الطائرُ وقالَ بلطف: لكن في ذلك فائدة لنا جميعًا، نحن نتغذى على الحشرات، وأنت تتخلّص منها ومن الأمراض التي قد تسببها، لم يقتنع الجاموسُ الصَّغيرُ، وردّ عليه بشدة: اذهب وإلا...، وقبل أن يُكمل جملته، طارَ الطائرُ مبتعدًا ليبحثَ عن مكانٍ آخر، لكن ما أن مرَّ النهارُ وهبطَ الليل، بدأ الجاموسُ الصَّغيرُ يشعرُ بحكّةٍ مزعجةٍ على ظهره، تزدادُ شيئًا فشيئًا، حاولَ أن يحكّ ظهره بالشجرِ أحيانًا، وبالحجارةِ أحيانًا أخرى، لكن دون جدوى، ازداد انزعاجه، وتذكّر حينها كلامُ الطائر، فشعرَ بأنَّهُ كان على حق، وتمنّى لو أنه استمع إلى نصيحته، لكن فات الأوان ولم يكن أمامه إلا أن ينتظرَ شروقَ الشَّمسِ وعودةِ الطيور، ولهذا ظلَّ طوال الليل يتحركُ ويتقلبُ من مكانٍ إلى آخر حتى أشرقت شمسُ الصباح وأقبلت الطيورُ مغردةً حينها اقترب منها بخطى هادئة، وما هي إلا لحظات حتى حطّت مجموعةٌ من الطيور على ظهره، وراحت تفتّشُ بين شعره الكثيف، وبعد دقائق قليلة، بدأ يشعر بالراحةِ والانتعاش وابتسم قائلاً بسعادة: شكرًا لكِ أيتها الطيور الجميلة. إذن يا أحبّائي، يجب علينا أن نستمعَ إلى نصائحِ الآخرين، ونستفيدُ من خبراتهم في الحياة، حتى لا نقعَ في مشكلاتٍ قد تُسبّب لنا الضرر. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة