قصص أهل البيت

القلعةُ والماء

القلعةُ والماء

القلعةُ والماء في يومٍ من الأيامِ، كانَ رسولُ اللهِ محمد (صلى اللهُ عليهِ وآلهِ) مع أصحابِهِ في غزوةِ خيبر، وكانت هناك قلعةٌ قويةٌ يحتمي بها اليهود، إذ تُمثِّلُ حصنًا منيعًا لا يُمكنُ اختراقُهُ، وعلى الرغمِ من ذلك، حاولَ المسلمونَ دخولَ القلعةِ، لكن لم ينجحوا، وفي هذه الأثناءِ، جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ محمدٍ (صلى اللهُ عليهِ وآلهِ) وقالَ لهُ بحماس: يا رسولَ الله، لديّ فكرةٌ تُساعدُنا على دخولِ القلعةِ بسهولة، فلمّا سألهُ الرسولُ محمدٌ (صلى اللهُ عليهِ وآلهِ) عمّا يدورُ في بالِهِ، قالَ الرجلُ مبتسمًا: نستطيعُ أن نقطعَ مجرى الماءِ عنهم، فإذا لم يجدوا ماءً يشربونَهُ، سيضطرّونَ للخروجِ من القلعةِ وهم يرفعونَ الراياتِ البيضاءَ، ويستسلمونَ خوفًا من العطش والهلاك، سكتَ النبيُّ (صلى اللهُ عليهِ وآلهِ) للحظةٍ، ثُمَّ نظرَ إلى الرجلِ قائلًا: أتأمرونني أن أطلبَ النصرَ بالجَوْر؟ وبهذا الحديثِ أوضحَ النبيُّ محمدٌ (صلى اللهُ عليهِ وآلهِ) أنّهُ لا يُريدُ أن يُحقِّقَ النصرَ بطريقةٍ ظالمةٍ، فلا يَحِقُّ لأيِّ أحدٍ أن يحرِمَ أحدًا من الماءِ، حتّى لو كانَ عدوًّا لهُ، وبهذا، عرَفَ الجميعُ أنّ الرسولَ (صلى اللهُ عليهِ وآلهِ) يُريدُ أن يُحقِّقَ النصرَ بالحقِّ والرأفةِ والرحمة. ومن هذا الخُلُقِ العظيمِ، علَّمنا النبيُّ محمدٌ (صلى اللهُ عليهِ وآلهِ) أنّ الدينَ الإسلاميَّ دينُ رحمةٍ، لا قسوةٍ، ولا يجوزُ أن نَظلِمَ أحدًا، حتّى لو كانَ عدوًّا لنا. المصدر: كنز العمال، ج2، ص347، فضائل النبي(صلى الله عليه واله). إعداد: مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي

إتصل بنا

موقعنا