قصص سردية
ألذُّ وأطيب

ألذُّ وأطيب في صباحٍ مُشرقٍ، استيقظَ سامي على رائحةِ الكيكِ الشهيَّةِ التي كانت تملأ كلَّ أرجاءِ المنزلِ، فهو يعشقُ طعمَها ويعرفُ جيدًا رائحةَ الكيكِ التي تصنعُها أمُّه، نزلَ بسرعةٍ من السُّلَّمِ متجهًا إلى المطبخِ، وقالَ بفرحٍ: صباحُ الخيرِ يا أمي، يا لها من مفاجأةٍ جميلة، ابتسمت الأمُّ وقالت بلطف: منذُ مُدَّةٍ لم أَخبِزْ لكم الكيكَ، وأعلمُ كم تُحبُّها، اقتربَ سامي من طبقِ الكيكِ، واستنشقَ الرائحةَ بعمقٍ، قائلاً: ما أروعَ هذه الرائحة، ودونَ تردُّدٍ، أخذَ قطعةً منها بسرعةٍ، وقضمَ منها أوَّلَ لقمةٍ، لكنه صرخَ فجأة: "آآآآه، أمسكَ بفمِه محاولاً تبريدَه بيدَيه، وركضتْ أمُّهُ إليه بقلق: ماذا حصل، قالَ سامي وهو يُلوِّحُ بيدَيه: لقد أحرَقَ الكيكُ لساني، كانَ ساخنًا جدًّا، ضحكتْ أمُّه بلُطفٍ، وقالت: يا سامي، عليكَ أن تنتظرَ قليلًا حتى يبردَ الطعامُ قبل أن تأكلَه، ولا تنسَ أن تبدأَ بـ(بِسْمِ الله)، فهي بركةٌ وطمأنينةٌ، وتجعلكَ تتأنّى ولا تتسرَّع. وقد قالَ النبيُّ محمدٌ ﷺ: (أبردوا الطعامَ الحارَّ؛ فإنَّ الطعامَ الحارَّ غيرُ ذي بركة)، كما نهانا عن النفخِ في الطعامِ الحارِّ، لذا من الأفضلِ أن نتركَه حتى يبردَ فتَحلَّ البركةُ فيه، وبنبرةٍ هادئة، قال سامي: أجل، سمعتُ ذلك من قبل، لكنِّي نسيتُ، قالتْ أمُّهُ بابتسامةٍ لطيفة: لا بأسَ يا صغيري، كلُّنا نُخطئ، والمهمُّ أن نتعلَّمَ من أخطائِنا، حينها ذهبَ سامي وغسلَ يدَه ووجهَه، ثم جلسَ حولَ الطاولةِ إلى جانبِ أمِّه وأبيه وأخيه الصغيرِ، وبأجواءٍ مملوءةٍ بالسعادةِ، بدأ الجميعُ بتناولِ الكيكِ، وفي أثناء ذلك قالَ سامي مبتسماً: هكذا يكونُ الطعامُ ألذَّ وأطيب. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة