قصص سردية

لماذا لا نراها في النهار؟

لماذا لا نراها في النهار؟

لماذا لا نراها في النهار؟ في ليلةٍ هادئةٍ من ليالي الصيف، كنتُ جالسًا مع عائلتي في حديقة البيت، نتبادل الأحاديث الجميلة، ونلعب بعض الألعاب الفكرية، ونتشارك الضحكات الدافئة، وكان بالقرب مني أخي الصغير (جود) مستلقيًا على العشب، يحدّق في السماء الصافية بابتسامةٍ خفيفة، فقلتُ لهُ: لا شيء أجمل من السماء حين تتلألأ بالنجوم، فابتسم قائلاً: أجل، لكن لماذا لا نراها في النهار؟ فقلتُ لهُ: النجومُ لا تختفي في النهار، بل تبقى في مكانها في السماء، لكن ضوء الشمس القوي يحجبُ ضوءها الخافت، فلا نتمكنُ من رؤيتها، وما إن انتهيتُ من كلامي، حتى قالَ أبي: الأمر يشبه تمامًا إشعال شمعة في الظلام؛ سيكون نورُها واضحًا، أما إذا أشعلتها في الضوءِ الساطعِ فلن يظهرَ ضوؤها، بل سيبدو خافتًا جدًا، أُعجب (جود) بكلامِ أبي، وقال بحماس: هل يمكنني أن أجرّب ذلك؟ أعتقد أنها ستكونُ تجربةً علميةً ممتعة، وبعدما وافق أبي، أطفأنا جميع الأضواء، ثم أشعلنا شمعةً صغيرة، كان (جود) يجلس إلى جواري، ويُصوّر تلك اللحظات الجميلة، وهو يتحدث عن تأثيرِ ضوءِ الشمس على النجومِ في النهار، ليشاركها مع أصدقائه ويعرّفهم بهذه الحقيقة العلمية البسيطة، وبعد مرور دقائق، أشعلنا الأضواء مرة أخرى، لقد كان يومًا مليئًا بالسعادة، والمتعة، والاستكشاف. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا