قصص سردية

الشهيد الحي

الشهيد الحي

الشهيد الحي اصطحب الجد أحفاده إلى إحدى الحدائق الجميلة، وقد أخذوا معهم الطعام ليتناولوا وجبة الغداء بين الأشجار الرائعة، وبعد أن فرغوا، نهض الأحفاد يلعبون لعبة الاختباء، والجد يراقبهم مبتسماً، اقترب حسام من جدّه هامساً: سأختبئ في مكانٍ لن يتمكنوا من العثور عليّ، ابتسم الجد وقال: اذهب ولنرَ أين ستختفي، بدأ يوسف، المكلّف بالبحث، بالتفتيش عن الأولاد فوجدهم ما عدا حسام، عندها قال الجد: هيا اخرج يا حسام… لقد ربحت، لم يستطع يوسف العثور عليك، وفجأة تفاجأوا جميعاً بحسام يضحك بصوتٍ عالٍ من فوق شجرةٍ، أراد أن ينزل مسرعاً، لكنه فقد توازنه، فسقط على الأرض وأصيب في يده اليمنى وقدمه اليمنى، وأخذ يتألم بشدة، هرع الأحفاد حوله بقلوبٍ خائفة، بينما قال الجد: كان عليك يا ولدي أن تنتبه… لكن أحمد الله أن إصابتك بسيطة. سكت الجد قليلاً ثم تابع قائلاً: هذه الحادثة تذكرني بموقف بطلٍ من أبطال الحشد الشعبي، الشهيد الحيّ المجاهد محمد رمضان البدري، المكنّى أبو صگر البدري، لقد لبّى نداء المرجعية بعد الفتوى المباركة، وفي إحدى المعارك، سقطت قذيفة هاون قربه، فأصيب إصابة بالغة، وفقد جزءاً من يده اليمنى وجزءاً من رجله اليمنى، سمعته ذات مرة يروي قصته ويقول: حين سقطت، كنت أستنخي بمولاي أمير المؤمنين عليه السلام. كان ابن عمي بجانبي، وظنّ أني قد فارقت الحياة، فصار يلقّني الشهادة. وضعوني بين الشهداء، والجميع يبكي عليّ. وفي تلك اللحظة رأيت مولاي علياً عليه السلام يتقدّم نحوي، فأخذ بيدي اليمنى المقطوعة وأقامني واقفاً. وعندما أرادوا نقل الجثث، تحركت يدي، وإذا بهم يتفاجؤون أنني لا أزال على قيد الحياة"، أكمل الجد وقال: بركات أمير المؤمنين عليه السلام أنقذت أبا صگر البدري، فبقي شاهداً حياً على أن التضحية والإيمان يصنعان المعجزات. قصة: سجاد الحلو رسوم: علي رستم

إتصل بنا

موقعنا