قصص سردية

المُنبِّهُ العجيب

المُنبِّهُ العجيب

المُنبِّهُ العجيب في الصباح الباكر، استيقظَ حسام على صوتِ الديك الذي اعتادَ أن يقفَ فوقَ غصنِ الشجرةِ في حديقةِ المنزل، ورغم أن صياحه يساعدُ حسام على الاستيقاظِ مبكراً والذهابِ إلى المدرسةِ نشيطاً، إلا أن حسام لم يكن يحبه أبداً، وكعادته، بعدما ارتدى ملابسه وحملَ حقيبته، سارَ مع أخيه الكبير متجهاً إلى المدرسة، وقبل أن يخرجَ من المنزلِ لمحَ الديك واقفاً متباهياً بصوته، فاقترب منه قائلاً: كفَّ عن الصياح باكراً، عادتك هذه سيئة، سحبَ أخوهُ يده قائلاً: عليك أن تشكره، فهو يساعدك لتكون من أوائل الحاضرين في المدرسة، شعرَ حسام بالخجل قليلاً، وبابتسامةٍ خفيفة قال: صدقت، والله إنه يستحق الشكر، ثم قال بنبرة مستغربة: كيف لا يُصابُ الديكُ بالصمم من شدةِ صوته العالي؟ فقال أخوه: من المستحيلِ أن يُصاب بالصمم، فقال حسام متعجباً: لماذا؟ ما السبب؟ فأجابه أخوه قائلاً: إن صوت الديك عالٍ جداً ويمكن أن يصل إلى (90-100) ديسيبل، أي ما يعادلُ صوتَ شاحنة، لكن أذنه تستطيعُ أن تحمي نفسها من هذا الصوت المرتفع، لأن القناةَ السمعيةِ لدى الديكة تُغلقُ عند فتح المنقار، فبمجرد ما يصيحُ الديك تنقبضُ عضلةٌ صغيرةٌ في أذنيهِ الوسطى، وهي حركةٌ تُقلِّلُ من شدةِ الصوتِ الذي يصلُ إلى الأذنِ الداخلية، وبهذه الطريقة لا يُصابُ الديكُ بالصمم، فقال حسام مبتسماً: سبحان الله، يا لها من قدرة عجيبة، ثم أكمل قائلاً: الحمد لله الذي جعل لكل شيء حكمة، وجعل في كل شيء دليلاً على قدرتهِ وعظمتهِ سبحانه وتعالى، ومنذُ ذلك اليوم صار حسام صديقاً للديك، يستأنسُ بصوتهِ ويشكرهُ في كلِّ صباحٍ قبل الذهاب إلى المدرسة، وقد أطلقَ عليه اسماً آخر، فسماه المنبّه العجيب. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا